اقرأ هاري بوتر وحجر الفيلسوف بالفصحى - قطار هوجورتس السريع

في قطار هوجورتس



جلس هاري وحيدا في مقصورة القطار، ولكن ذلك لم يستمر طويلا، فقد فتح باب المقصورة بعد دقائق من انطلاق القطار ودخل أصغر الأولاد ذوي الشعر الأحمر، وسأل هاري وهو يشير إلى الكرسي الخالي المقابل له (أيمكنني الجلوس هنا، فباقي المقصورات مليئة بالطلاب)

أشار له هاري بالجلوس، فجلس الولد الذي كانت أنفه لاتزال ملطخة بالغبار، وهو يمعن النظر في هاري، ثم التفت سريعا لينظر من النافذة، وكأنه لم يكن ينظر إليه.

عاد إخوته التوأم إلى المقصورة مرة أخرى وتحدثوا إليه قائلين ( رون، سوف سنذهب إلى منتصف القطار، لي جوردان يمتلك تارنتولا عملاقة، سنذهب لنراها)

أجابهم رون بصوت منخفض ( حسنا )

ثم التفت التوأم إلى هاري وقالوا ( لم نقدم أنفسنا يا هاري، إننا فريد وجورج ويزلي، وهذا هو أخونا رون، نراك لاحقا)

قال رون وهاري نراكم لاحقا، ثم خرج التوأم وأغلقوا الباب خلفهم.

تحدث رون بسرعة وبدون تفكير قائلا ( هل أنت فعلا هاري بوتر؟) أومأ هاري برأسه أن نعم ، فقال رون ( حقا! لقد حسبته مقلبا من مقالب فريد وجورج، هل تمتلك حقا ، هذه ال...) وأشار رون لجبهة هاري. رفع هاري الشعر عن جبهته فظهرت علامة البرق، حدق رون إليها للحظات ثم قال ( أهذا هو المكان حيث قام ( أنت تعرف من )...؟)

أجابه هاري ( نعم ، ولكنني لا أذكر شيئا عن هذه الليلة)

قال رون بلهفة ( ألا تذكر أي شيء على الإطلاق؟)

( حسنا، لا أذكر غير ضوء أخضر ساطع، هذا فقط ما أذكره)

( ياااه) قالها رون واستمر في التحديق لهاري وندبته وقتا ليس بالقليل، حتى انتبه لما يفعله فصرف نظره إلى النافذة مرة أخرى.

كان هاري يرى أن رون شخصا مثيرا للاهتمام، تماما كما يراه رون فسأله ( هل كل أفراد عائلتك من السحرة؟)

أجاب رون ( نعم، عائلتي كلها من السحرة، أعتقد أن لأمي ابن عم يعمل محاسبا، ولكننا لا نتحدث عنه أبدا)

(إذا فأنت تعرف الكثير عن السحر)

كان هاري يفكر أنه لابد أن تكون عائلة ويزلي أحدى العائلات السحرية القديمة التي تحدث عنها الولد الشاحب في حارة دياجون.

سأله رون ( سمعت أنك تعيش مع العامة، كيف هم؟)

(إنهم سيئون للغاية، بالطبع ليس كل العامة سيئين، ولكن خالتي وعائلتها كانوا سيئين للغاية، كم أتمنى لو أن لدي 3 أخوات من السحرة)

 قال رون بنبرة منزعجة ( خمسة، فأنا السادس من إخوتي الذي يذهب إلى هوجورتس، يمكنك القول بأن الجميع ينتظرون مني أشياء عظيمة، لقد تخرج إخوتي بيل وتشارلي من هوجورتس بالفعل، كان بيل رئيس الطلبة،أما تشارلي فكان قائد فريق الكويديتش، والان أصبح بيرسي رائدا للفصل، وفريد وجورج بالرغم من كونهم مزعجين،إلا انهم يحصلون على درجات عالية، كما ان الجميع يحبونهم لأنهم مضحكون. ينتظر الجميع مني أن أقتضي بإخوتي وأحقق مكانة كبيرة في هوجورتس، ولكن كيف يمكنني أن أتميز وقد قام إخوتي بفعل كل شيء قبلي، مهما حاولت فلن أتفوق عليهم. أضف على ذلك أنك عندما تمتلك خمسا من الإخوة، فلن تمتلك شيئا جديدا أبدا، لقد أخذت روب بيل القديم، وعصا تشارلي القديمة، وفأر بيرسي القديم، وأدخل يده في جيبه واخرج فأرا سمينا رمادي اللون، مستغرقا في النوم، ثم قال ( يدعى سكابرز، إنه فأر عديم الفائدة، يستغرق في النوم طول الوقت، لقد حصل بيرسي على بومة كهدية من والدي لأنه أصبح رائدا للفصل، لكنهم لم يستطيعوا تحمل نفقات شراء بومة أخرى، أقصد أنيي حصلت على سكابرز بدلا من بيرسي)

اصطبغت أذن رون بلون وردي، كان يعتقد أنه تحدث أكثر من اللازم، فصمت ونظر ثانية من النافذة.

لكن هاري كان يرى ان عدم امتلاك المال اللازم لشراء بومة، هو شيء عادي لا عيب فيه، فقبل كل شيء لم يكن هو شخصيا يمتلك أي مال حتى شهر مضى، فبدأ يحكي لرون عن ذلك، وكيف أنه كان يضطر دائما لارتداء ملابس دادلي القديمة، وكيف أن عائلة درسلي لم تهتم يوما بإحضار هدية عيد ميلاد مناسبة له، وبالفعل ، خفف حديثها عن رون كثيرا ( ثم جاء هاجريد وأخبرني كل شيء عن كوني ساحر، وعن والدي، وعن فولدمورت، لم أكن أعرف أي شيء حتى تلك اللحظة)

صاح رون بفزع فقال هاري( ماذا حدث)

 أجابه رون الذي كان معجبا بشجاعة هاري بالرغم من صدمته ( لقد ذكرت اسم من لا ينبغي ذكر اسمه، كنت أعتقد أنك أكثر من سيخشى ذلك)

 فقال هاري ( إنني لا أحاول إثبات شجاعتي، لكنني كنت حتى وقت قريب جدا ، لا أعرف أننا لا يجب أن نذكر اسمه، ما زال أمامي الكثير لأتعلمه، أكاد أجزم أنني سأكون أسوء طالب في الصف) أخيرا استطاع هاري البوح بالأمر الذي كان يشغله طوال الفترة السابقة

قال رون ( لا تخف ، لن تكون أسوء طالب في الصف، هناك الكثير من الطلبة الذين ينحدرون من عائلات عامية، ويتعلمون بسرعة كافية)

استغرقا في الحديث حتى خرج القطار من لندن تماما، وبدأ في السير بين الحقول المليئة بالأبقار والأغنام، فتوقفا قليلا عن الحديث وانشغلا بالنظر من النافذة ومراقبة الحقول والطرق الضيقة التي يمر بها القطار.

بحلول الثانية عشرة والنصف، سمعا صوت جلبة في الممر، ثم فتحت باب المقصورة امرأة مبتسمة ذات وجنتين غائرتين وقالت ( هل تريدان وجبة خفيفة يا عزيزاي)

لم يكن هاري قد تناول أي شيئ منذ الصباح فقام من كرسيه مسرعا، لكن رون الذي اصطبغت أذنيه باللون الوردي مرة أخرى، قال متمتما أنه أحضر معه بعض الشطائر المنزلية.

خرج هاري للممر ليشتري وجبته الخفيفة، عندما كان يعيش مع عائلة درسلي، لم يمتلك أبدا مالا لشراء الحلوى، ولكن جيوبها اليوم ممتلئة بعملات فضية وذهبية، تجعله قادرا على شراء كل ما يستطيع حمله من شكولاتة مارس، لكن عربة الحلوى لم يكن بها شكولاتة مارس، كان بها أنواع غريبة من الحلوى لم يرها هاري من قبل، مثل سكاكر بيرتي بوتس بكل النكهات، ولبان دروبل الذي يصنع أفضل بالون، وضفادع الشيكولاتة، وفطائر القرع العسلي، وكعكة المرجل، وعصا عرق السوس السحرية، وغيرها . كان هاري يريد تجربة كل الحلويات، وبالفعل اشترى بعضا من كل نوع، ودفع ثمنا لها، احد عشر سيكل فضي ، وسبعة كنوت برونزي.

حدق رون في هاري وهو يعود إلى المقصورة محملا بهذا الكم الهائل من الحلوى، التي وضعها على مقعد خال أمامه، ثم قال رون ( هل أنت جائع لهذه الدرجة؟)

وأجابه هاري وهو يقضم قضمة عملاقة من فطيرة القرع العسلي ( إنني أتضور جوعا )

أخرج رون من جيبه لفافة منتفخة وفتحها، كان بها أربعة شطائر أمسك أحدها قائلا ( دائما ما تنسى انني لا احب شطائر اللحم المشوي)

أمسك هاري بفطيرة قرع وقال ( أتبادلني، هيا)

قال رون ( لن تعجبك شطيرتي، فهي جافة، إنها لا تملك الوقت) ثم أضاف بسرعة ( أنت تعرف، من الصعب أن تجد وقتا كافيا مع وجود خمس أولاد )

قال هاري ( هيا فلتاخذ فطيرة ) لم يمتلك هاري من قبل أي شيء ليشاركه مع صديق، كما أنه لم يمتلك صديقا ليشاركه. كان شعور مشاركته الفطائر والكعك والشكولاتة مع رون شعورا لطيفا، كانت الشطائر منسية على المقعد بالطبع.

أمسك هاري بعلبة من شكولاتة الضفادع وسأل رون ( إنها ليست ضفادع حقيقية، أليس كذلك؟) كان يشعر أنه من الصعب مفاجئته بعد كل ما رآه.

قال رون ( لا، ليست ضفادع حقيقية، ولكن ابحث عن بطاقة الساحر الموجودة بالعلبة، إنني ينقصني بطاقة أجريبا)

( من؟)

( اه، بالطبع، انت لا تعرف، هناك بطاقة لصور أشهر السحرة والساحرات في علب شكولاتة الضفادع، ونحن نجمع هذه البطاقات ونحتفظ بها، لدي ما يقرب من 500 بطاقة، لا ينقصني غير بطاقة أجريبا وبتوليمي لأمتلك المجموعة الكاملة)

فتح هاري علبة شكولاتة الضفادع واخرج البطاقة من داخلها، كان عليها وجه رجل ذو نظارة هلالية الشكل وانف طويل معقوف، وشعر فضي طويل وشارب ولحية طويلة، وقد كتب تحت الصورة اسم ألباس دامبلدور

قال هاري ( إذا فهذا هو دامبلدور)

أجابه رون ( لا تقل إنك لا تعرف دامبلدور أيضا، أيمكنك ان تعطيني ضفدعا، ربما وجدت بطاقة اجريبا هذه المرة، شكرا)

قلب هاري بطاقته وقرأ ما كتب عليها (الباس دامبلدور، مدير مدرسة هوجورتس الحالي، يعتبره الكثيرون أعظم ساحر في العصر الحديث، وهو مشهور بالذات لهزيمته ساحر الظلام جريندلوالد في عام 1945، ولاكتشافه الاستخدامات الاثنى عشر لدم التنين، وعمله في الكيمياء مع شريكه نيكولاس فلاميل. يستمتع بروفيسور دامبلدور بسماع الموسيقى الكلاسيكية محدودة الآلات ولعب البولينج).

عندما قلب هاري البطاقة على وجهها مرة أخرى وجد أن صورة دامبلدور قد اختفت من إطارها، فقال رون ( لقد اختفى )

أجاب رون ( بالطبع، أتنتظر منه ان يظل موجودا بالبطاقة طوال الوقت، لكن لا تقلق سيعود ثانية بعد قليل، لااا لقد وجدت بطاقة مورجانة، لدي ست بطاقة منها، فلتاخذها انت، يمكنك البدء بتكوين مجموعتك الخاصة من البطاقات)

نظر رون إلى كومة شيكولاتة الضفادع الملقاة على المقعد في انتظار من يفتحها، فقال هاري، هيا افتحها، أتدري، في عالم العامة، يظل الناس موجودون في صورهم طوال الوقت)

قال رون بدهشة ( حقا، يظلون ثابتين طوال الوقت، لا يتحركون أبدا؟ ياله من شيء عجيب)

نظر هاري للبطاقة مرة أخرى، فوجد دامبلدور يعود إليها ويبتسم له، كان رون منشغلا بأكل الشيكولاتة، ولم يهتم بالبطاقات، أما هاري فلم يستطع أن يصرف نظره عنهم، وبعد قليل، أصبح لديه الكثير من السحرة ، فبجانب دامبلدور ومورجانة وجد بطاقة هينجست أوف وودكرافت، والبريك جرانيون، وسيريوس، وبارسيليوس، وميرلين، واخيرا رفع عينيه عن بطاقة الساحرة دروديس كليودنا التي كانت تحك أنفها، وبدا في فتح علبة من سكاكر بيرتي بوتس بكل النكهات، ولكن رون قال له ( فلتأخذ حذرك من تلك السكاكر، فعندما يقولون أنها بكل النكهات، فهم يعنون ذلك حقا، بالطبع ستجد سكاكر بكل النكهات العادية كالشكولاتة والنعناع والمربى، ولكنك قد تجد أيضا سكاكر بطعم السبانخ أو الكبد او حتى الأمعاء، يزعم جورج أنه في مرة قد وجد واحدة بطعم المخاط)

أمسك رون بقطعة سكاكر خضراء اللون ونظر لها بتمعن، ثم قضم قطعة صغيرة من طرفها ( يععععع، أرأيت ، إنها بطعم الفول النابت)

قضى هاري ورون وقتا ممتعا جدا وهما يتذوقان السكاكر بكل النكهات، قام هاري بتجربة السكاكر بطعم التوست، وجوز الهند، والفاصوليا البيضاء، والفراولة، والكاري، والقهوة، والعشب والسرين، حتى انه امتلك الشجاعة الكافية لتجربة قطعة سكاكر ذات لون رمادي غريب، لم يقبل رون حتى بلمسها، لكن اتضح فيما بعد أنها بطعم الفلفل.

خرج القطار من الريف والحقول، وبدأ يمر على غابات وأنهار ملتوية وتلال خضراء اللون.

دق باب المقصورة ودخل الولد ذو الوجه الدائري الذي رآه هاري على رصيف 9 ¾، كان يظهر عليه أثر البكاء وهو يسألهم ( هل رأى أحدكم ضفدعا ؟)

وعندما أخبروه أنهم لم يروه، بدأ غي النواح ( لقد ضاع ضفدعي، إنه يهرب مني طوال الوقت)

حاول هاري تعزيته فقال ( لا تخف، سوف تجده ) أجاب الولد بحزن ( نعم، بالتأكيد، ولكن لو وجدتموه...) وتركهم وخرج من المقصورة.

قال رون ( إنني لا أفهم سبب حزنه، لو كنت في مكانه لأضعت ذلك الضفدع من أول لحظة، وان كنت لا أملك الحق في انتقاده بعدما أحضرت سكابرز) كان الفأر لا يزال نائما في حجر رون، الذي استطرد قائلا باشمئزاز ( قد يموت هذا الفأر بدون أن نلاحظ ذلك، بالأمس حاولت تغيير لونه للون الأصفر، لأحسن مظهره قليلا ، ولكن التعويذة لم تنجح، انتظر قليلا ، سأوريك)

بحث رون في صندوقه ثم أخرج عصا سحرية قديمة متآكلة، كانت الشظايا الخشبية الصغيرة تظهر في أماكن متفرقة منها، كما يظعر من طرفها شيء أبيض اللون، قال رون ( شعر اليونيكورن على وشك الخروج من قلب العصا، على أي حال) هم رون برفع العصا، ولكن باب المقصورة فتح مرة أخرى. لقد عاد الولد صاحب الضفدع، ولكنه لم يكن وحيدا هذه المرة، لقد كانت معه فتاة ترتدي روب هوجورتس الأسود، قالت الفتاة ( هل رأى أحدكم ضفدعا؟ لقد فقد نيفيل ضفدعه)

كان شعر الفتاة بنيا منفوشا، وأسنانها الأمامية عريضة، وتتكلم بنبرة آمرة، وكأنها مدرسة تتحدث لطلبتها.

قال رون ( لقد أخبرناه من قبل أننا لم نرى أي ضفادع)

ولكن الفتاة لم تكن تستمع إليه، كانت عيناها معلقة بالعصا السحرية في يده ( هل ستقوم بعمل تعويذة سحرية؟ هيا أرنا ) وجلست على المقعد المقابل له.

شعر رون بالرهبة من الاختبار المفاجىء فتمتم ( حسنا ) ثم تنحنح وحرك عصاه قائلا ( أيتها الشمس المنيرة، يا زهر الأقحوان، يا زبدة طرية، حولوا لون هذا الفأر الغبي السمين إلى اللون الأصفر) لكن شيئا لم يحدث، ظل الفأرالنائم سكابرز رمادي اللون.

قالت الفتاة ذات الشعر البني ( هل أنت متأكد حتى من أنها تعويذة حقيقية، إنها لا تبدو كذلك على أي حال، لقد تدربت على بعض التعاويذ البسيطة بنفسي، واتقنتهم كلهم بالطبع. إن عائلتي كلها من العامة، لا يوجد بها أي سحرة، لذلك كان تلقي خطاب القبول في هوجورتس مفاجأة كبيرة، ولكنني كنت سعيدة جدا، فهوجورتس هي أعظم مدرسة لتعليم السحر كما سمعت، لقد حفظت الكتب المدرسية كلها عن ظهر قلب، اتمنى ان يكون هذا كافيا. بالمناسبة اسمي هرميني جرانجر، وأنت ، ما اسمك؟)

كانت تتكلم بسرعة شديدة. نظر هاري لرون، وعندما رأى أثر الصدمة على وجه، شعر بالراحة، فقد أدرك أن رون أيضا لم يقم بحفظ المقرر الدراسي عن ظهر قلب.

تمتم رون ( أنا رون ويزلي ) وقال هاري ( وأنا هاري بوتر )

فقاللت هرميوني ( حقا؟ هل انت فعلا هاري بوتر؟ إنني أعرف كل شيء عنك، لقد اشتريت بعض الكتب الإضافية لمعرفة بعض المعلومات عن العالم السحري، لقد ذكر اسمك في كتاب تاريخ السحر الحديث، وكتاب نهضة وسقوط فنون السحر الأسود، وكتاب أعظم الأحداث السحرية في القرن العشرين)

قال هاري بذهول ( هل ذكرت في كل هذه الكتب؟)

فأجابته هرميوني ( يا إلهي، ألم تكن تعرف؟ لو كنت مكانك لبحثت عن كل ما كتب عني، وكل كتاب ذكر اسمي. إذا هل يعرف أيا منكم في أي منزل سيكون؟ لقد قمت ببعض البحث ، وأتمنى أن أكون في جريفندور، فهو كما اخبرني الكثيرون أفضل منزل، لقد سمعت أن دامبلدور نفسه كان في جريفندور، رافنكلو أيضا لا يبدو لي خيارا سيئا، على أية حال، من الأفضل ان نعاود البحث عن ضفدع نيفيل، كما انه يجدر بكم تغيير ملابسكم، أعتقد أننا قد شارفنا على الوصول) ثم خرجت من المقصورة، وتبعها الولد صاحب الضفدع الضائع.

( لا يهم في أي منزل سأكون، كل ما يهم ألا تكون هذه الفتاة معي في نفس المنزل) قالها رون وهو يلقى بعصاه السحرية داخل صندوقه ( تعويذة غبية، لقد أخبرني بها جورج، أراهن على أنه كان يعلم انها تعويذة فاشلة)

سأله هاري ( إلى أي منزل ينتمي إخوتك؟)

قال رون الذي اعتلت وجه سمات الكئابة مرة اخرى ( انهم في جريفندور، أبي وأمي أيضا كانا في جريفندور، لا أعرف كيف ستكون ردة فعلهم إذا صنفت في منزل آخر، اعتقد ان رافنكلو لن يكون بهذا السوء، لكن تخيل لو انضممت لسليذرين؟)

( هل كان هذا منزل فولد..... أقصد انت تعرف من؟)

أجابه رون ( نعم ) وعاد ليجلس على مقعده محبطا حزينا

قال هاري وهو يحاول إبعاد تفكير رون عن منازل المدرسة ( أتعرف، اعتقد ان طرف شارب سكابرز قد تحول إلى لون فاتح قليلا، أخبرني إذا، مالذي يفعله إخوتك الذين انهوا دراستهم في هوجورتس؟) كان هذا السؤال يشغل تفكير هاري، ترى ماذا يعمل السحرة بعد إنهاء دراستهم؟

قال رون ( تشارلي يقوم بدراسة التنانين في رومانيا، اما بيل فيقوم ببعض الأعمال لصالح جرينجوتس في أفريقيا . هل علمت ماحدث في جرينجوتس؟ لقد نشر الخبر في المتنبيء اليومي، ولكن من المؤكد أن الجريدة لا تصلك في بيت العامة، أتصدق أن شخصا حاول سرقة إحدى خزائن جرينجوتس مشددة الحراسة؟)

( حقا؟ ومالذي حدث لهم؟)

( لم يحدث لهم شيئا، لم يتمكنوا من الإمساك بهم، هذا ما يجعله خبرا مهما. يعتقد أبي أن المقتحم ساحر ظلام قوي جدا، وإلا ما استطاع التغلب على حراسة جرينجوتس المشددة، الأغرب من ذلك أنهم اعلنوا ان المقتحم لم يسرق شيئا. عندما تحدث مثل هذه الأشياء، يشعر الجميع بالرعب من أن يكون ( انت تعرف من ) على علاقة بالأمر)

استغرق هاري في التفكير فيما سمع، كان الخوف قد بدا يتسرب إليه عندما يقول أحدهم ( انت تعرف من )، من الواضح ان هذا جزء من الدخول للعالم السحري والاندماج فيه، ولكنه كان يشعر بالراحة اكثر، عندما كان يذكر اسم فولدمورت بلا خوف او قلق.

سأله رون ( أي فرق الكويديتش تشجع؟)

فأجاب ( انا لا أعرف أي فريق من فرق الكويديتش )

شعر رون بالصدمة ( ماذا، إنها أفضل لعبة في العالم ) وبدأ يشرح لهاري كل شيء عن الكويديتش، شرح له الكرات الأربعة، ومواقع اللاعبين السبعة، واخبره عن أشهر المباريات التى حضرها مع إخوته، وعن المكنسة التى سيشتريها حالما يمتلك المال اللازم، وكان على وشك إخباره عن افضل شيء في اللعبة عندما فتح باب المقصورة مرة اخرى، لكنه لم يكن نيفيل ذو الضفدع الضائع ولا هرميوني جرانجر، كانوا ثلاثة أولاد، وعلى الفور،عرف هاري الولد في المنتصف، كان نفس الولد الشاحب الذي قابله من قبل في متجر مدام مالكن لملابس المناسبات، وكان ينظر لهاري باهتمام شديد، يفوق ماعامله به سابقا في حارة دياجون.

قال الولد ( يتحدث جميع من في القطار عن أن هاري بوتر موجود في هذه المقصورة، هل هذا صحيح؟ إذا فأنت هاري بوتر، أليس كذلك؟)

أجاب هاري ( نعم ) كان يتحدث وهو مشغول بالنظر إلى الولدين الواقفين على جانبي الولد الشاحب، وكأنهما حارسيه الشخصيين.

عندما لاحظ الولد الشاحب ان هاري ينظر إلى مرافقيه، قال بلا اهتمام ( إنهما كراب وجويل، أما انا فاسمي هو مالفوي،  دراكو مالفوي)

صدرت عن رون كحة صغيرة، تخفي ورائها نوع من السخرية، فنظر له دراكو وقال ( هل تعتقد أن اسمي مضحكا، بالطبع لا داعي لسؤالك عن اسمك، لقد أخبرني أبي أن كل أفراد عائلة ويزلي لديهم نمش وشعر أحمر، وأولاد أكثر من أن يتحملوا تكلفة تربيتهم. ثم وجه حديثه لهاري: قريبا ستدرك يا بوتر أن بعض عائلات السحرة أفضل بكثير من البعض الآخر، ومن مصلحتك الا تكون صداقات مع النوع الخاطيء، وأنا يمكنني ان أساعدك في هذا الموضوع) ثم مد يده لهاري، لكن هاري لم يأخذها وقال ببرود ( أعتقد أنه يمكنني أن اتعرف وحدي على الصنف السيء، شكرا)

لم يظهر على دراكو مالفوي أي علامة تدل على أنه شعر بالإحراج من موقف هاري، إلا  ربما بعض الحمرة الخفيفة التي اعتلت وجنتيه الشاحبتين فقط ، ثم قال ببطء ( لو كنت في مكانك لأخذت حذري يا بوتر، يجب أن تتحلى ببعض الأدب وإلا سيصيبك ما أصاب والديك، فقد كانا يجهلا مافيه صالحهما، وأنت أيضا، إذا استمررت في التسكع مع الرعاع امثال عائلة ويزلي وهذا الهاجريد، فسوف تستحق ماتجلبه  على نفسك من مصائب)

انتفض هاري ورون من مقعديهما، وصرخ رونفيه رون الذي أصبح وجه شديد الحمرة كشعره تماما ( فلتحاول قول ذلك ثانية...)

قال مالفوي ساخرا ( ثم ماذا؟ مالذي ستفعله، هل ستضربنا؟)

( إذا لم تخرجا من المقصورة في الحال) قالها هاري بشجاعة أكبر مما كان يشعر به في الواقع، فقد كان كراب وجويل أضخم منهما هو ورن بكثير.

( لكننا لا نريد المغادرة الان، أليس كذلك يا أولاد؟ لقد التهمنا طعامنا كله، أما انتم فمازلتم تملكون الكثير من الطعام) ومد جويل يده ليأخذ ضفدعا من الشيكولاتة من على المقعد المجاور لرون، وقبل أن يحاول رون منعه، قفز جويل للخلف وهو يصرخ صرخة مدوية، فقد كان الفأر سكابرز يغرز أسنانه الحادة في إصبعه، قفز كراب ومالفوي للخلف برعب، أما جويل فظل يصرخ والفأر معلق بإصبعه، وهو يدور حول نفسه ويهز يده بقوة محاولا تخليص إصبعه من أسنان الفأر، حتى نجح في ذلك بالفعل وطار سكابرز في الهواء ثم ارتطم بنافذة القطار. وفي لمحة عين كان الأولاد الثلاثة قد فروا هاربين خارج المقصورة، ربما لأنهم ظنوا ان هناك المزيد من الفئران في كومة الحلويات، وربما لأنهم سمعوا صوت أقدام تقترب من المقصورة، فبعد ثواني كانت هرميوني جرانجر تدلف ثانية إلى المقصورة.

نظرت إلى الحلوى الملقاة على الأرض، ورن الذي يمسك سكابرز من ذيله وقالت ( ماهذا؟ مالذي يحدث هنا بالضبط؟)

نظر رون لهاري قائلا ( هل تعتقد أنه أغمي عليه؟) أقترب رون أكثرمن سكابرز وفحصه ثم قال ( لا، أعتقد أنه عاد للنوم) وبالفعل، لقد كان سكابرز يغط في النوم مرة اخرى.

سأل رون هاري ( هل قابلت مالفوي قبل اليوم؟)

حكى هاري لرون ما حدث في حارة دياجون، فقال رون وهو يبدو عليه القلق ( لقد سمعت عن عائلة مالفوي من قبل، لقد كانوا من أوائل السحرة الذين عادوا لجانبنا بعد اختفاء انت تعرف من، وادعوا انهم كانوا واقعين تحت تأثير تعاويذه السحرية، ولكن أبي لا يصدقهم، فهو يرى أن والد مالفوي لا يحتاج لي تعاويذ تحكم حتى ينضم لجانب الشر، ثم نظر رون لهرميوني وقال ( هل يمكننا أن نساعدك؟)

( من الأفضل ان تبدلا ملابسكما، فقد كنت في مقدمة القطار منذ قليل، وسألت مرشد القطار فأخبرني أننا على وشك الوصول، إنكما لما تتورطا في عراك، أليس كذلك؟ ستقعون في المشاكل حتى قبل أن نصل للمدرسة)

اجابها رون بوجه متجهم ( لم نتعارك، لقد كان سكابرز، هل تسمحين بالمغادرة حتى نتمكن من تبديل ملابسنا)

قالت هرميوني بلهجة متكبرة ( حسنا، إنني لم أدخل إلى هنا إلا بسبب تدافع الطلاب في الممرات، إنهم يتسابقون بالخارج ويتشاجرون ويقومون بحركات صبيانية، بالمناسبة، هل تعلم أن هناك بقعة على أنفك؟)

كان رون يحملق فيها بدهشة وهي تغادر المقصورة، أما هاري فنظر من النافذة ليرى أن النهار أصبح على وشك الرحيل، ليحل محله ظلام الليل، ورأى كذلك الغابات الممتدة تحت السماء البنفسجية، وشعروا بأن سرعة القطار بدأت في الانخفاض.

نزع هاري ورون ستراتهما وارتدوا أرواب هوجورتس السوداء، كان روب رون قصيرا بعض الشيء حتى ان حذائه كان يظهر بوضوح من تحت الروب.

سمعوا صوتا يتردد في القطار ( سوف نصل إلى هوجورتس بعد 5 دقائق، من فضلكم اتركوا متعلقاتكم وسوف نقوم بتوصيلها للمدرسة)

كان هاري يشعر باضطراب في معدته بسبب القلق، وعندما نظر إلى رون وجد وجهه شاحبا تحت النمش الذي يغطيه، وضعا الحلوى الباقية في جيوبهما وخرجوا إلى الممر وبدأوا بالحركة مع الطلاب في اتجاه أبواب القطار.

هدأت حركة القطار بالتدريج، ثم توقف تماما، وبدا الطلاب في مغادرته إلى رصيف صغير مظلم، كان هاري يرتعش في نسمات الليل الباردة عندما ظهر مصباح يتمايل يمنة ويسرة فوق رؤوس الطلاب، ثم سم هاري صوتا مألوفا يقول ( طلاب السنة الولى، طلاب السنة الأولى، فلتاتوا جميعا إلى هنا، كيف حالك يا هاري)

كان وجه هاجريد المختفي خلف شعره ولحيته الكثيفين، يبتسم من فوق رؤوس الطلبة المضطربين كالأمواج على رصيف المحطة وهو يقول ( هيا، فلتتبعوني يا طلاب السنة الولى، أهناك أي طالب من طلاب السنة الولى لم يأتي بعد؟ هيا اتبعوني بحذر)

كان طلاب السنة الأولى يتعثرون وينزلقون وهم يسيرون خلف هاجريد في طريق ضيق منحدر شديد الظلمة، حتى ان هاري كان متأكدا أن هناك أشجار ضخمة على جانبي هذا الطريق، تضفي عليه مزيدا من الظلام.

لم يتحدث أحد خلال سيرهم، ولكنهم سمعوا صوت نشيج نيفيل ذو الضفدع الضائع مرة أو اثنتين.

التفت إليهم هاجريد بعد قليل وقال ( والآن لم يتبقى سوى لحظات وترون هوجورتس لأول مرة، إنها هناك ، خلف هذا المنحنى تماما) فصاح جميع الطلاب بفرحة شديدة.

انفتح الطريق الضيق فجأة على شاطيء بحيرة كبيرة سوداء، وعلى الشاطيء الآخر منها، وعلى قمة الجبل، كان هناك قلعة ضخمة ذات أبراج كثيرة ، تضيء نوافذها المتلألأة تحت السماء المرصعة بالنجوم.

كان هناك مجموعة من القوارب الصغيرة تقف على شاطيء البحيرة، فقال هاجريد ( هيا فلتركبوا، أربعة فقط كل قارب) ركب هاري ورون في احد القوارب، وتبعهم هرميوني ونيفيل.

صاح هاجريد الذي كان يجلس منفردا في قارب ( هل ركبتم جميعا؟ إذا فلننطلق)

بدأ سرب القوارب بالتحرك في نفس الوقت، وشق طريقه وسط البحيرة الهادئة التي كانت صفحتها تشبه المرآة الصافية، كان جميع الطلاب صامتين مدهوشين ينظرون إلى القلعة الكبيرة، التي كان حجمها يتزايد كلما اقتربوا من المنحدر الصخري التي تقف عليه.

عندما وصل أول القوارب إلى المنحدر الصخري، صاح هاجريد ( أخفضوا رؤسكم) فأخفض الجميع رؤوسهم، وواصلت القوارب الإبحار من خلال  ستار من نبات البلبا كان يغطي فتحة مدخل ضخم  في المنحدر الصخري، ثم مروا من خلال نفق مظلم يمر من تحت القلعة، إلى أن وصلوا لمرفأ صغير تحت الأرض، فخرجوا من القوارب إلى أرض من الحصى والصخور.

بعدما غادروا القوارب جميعا، فحصها هاجريد ثم قال ( أنت هناك، هل هذا ضفدعك؟)

قال نيفيل بفرحة شديدة ( تريفور ) ثم مد يده واخذ الضفدع من هاجريد.

سار الطلاب خلف مصباح هاجريد في الطريق الصخري، إلى أن وصلوا أخيرا إلى أرض مستوية مفروشة بالعشب الطري الناعم بجانب جدار القلعة، ثم صعدوا درجات من السلالم الحجرية وتجمعوا أمام باب ضخم من خشب البلوط.

قال هاجريد ( هل انتم جميعا هنا، انت هناك، هل لازال الضفدع معك؟) ثم رفع يده العملاقة ودق على باب القلعة ثلاث مرات.

إرسال تعليق

0 تعليقات