هروب التعبان البرازيلي كانت أكبر مشكلة
يتعاقب هاري بسببها، وعشان كده كانت أطول فترة يتحبس فيها في خزانته.
على ما طنط بيتونيا سمحت له يخرج من الخزانة
، كانت أجازة الصيف بدأت، ودادلي بوظ كاميرة الفيديو، وكسر الطيارة اللي بريموت
كنترول.
حتى أول مرة ركب فيها عجلة السباق الجديدة ،
خبط مدام فيج وهي بتعدي الشارع على عكازاتها .
هاري كان مبسوط ان الدراسة خلصت، بس للأسف دراسة
او مش دراسة ، مافيش هروب من دادلي وعصابته اللي كانت عندهم في البيت كل يوم.
بيرس ودينيس ومالكوم وجوردان ، كلهم كانوا
أغبيا وأجسامهم ضخمة ، وبما إن دادلي كان أضخمهم وأغباهم كان هو زعيم العصابة،
وكان باقي أفراد العصابة سعداء جدا بالانضمام ليه في ممارسة رياضته المفضلة :
مطاردة هاري.
عشان كده كان هاري بيقضي أكبر وقت ممكن بعيد
عن البيت، بيتمشى حوالين الحي وهو بيفكر في الوقت اللي هتخلص فيه الأجازة ، كان
عنده أمل إن كل حاجة هتتغير لما الدراسة
تبدأ. في سبتمبر هاري هيدخل الإعدادي خلاص، ولأول مرة هيكون دادلي بعيد ، في مدرسة
تانية.
دادلي قبل في مدرسة عمو فرنون القديمة (مدرسة
سميلتنجس الخاصة)، بيرس بولكيس كمان هيروح هناك، بس هاري هيروح مدرسة ستون وول
العامة.
دادلي كان شايف ده شيء مضحك جدا ( دول
بيحشروا راس الطلاب الجديدة في التواليت أول يوم لهم في ستون وول، ايه رأيك نطلع فوق نتدرب؟)
لا، شكرا، التواليت المسكين عمره ما جرب حاجة
فظيعة زي دماغك، يمكن يرجع ولا حاجة) جري هاري بسرعة قبل ما دادلي يفهم اللي قاله.
في يوم من أيام شهر يوليو، طنط بيتونيا أخدت
دادلي لندن عشان تشتريله لبس مدرسة سميلتنجس، وسابت هاري عند مدام فيج، بس المرة
دي ماكانتش سيئة زي المرات اللي قبل كده، مدام فيج الي كسرت رجلها لما اتكعبلت في
قطة من قططها، مابقتش متعلقة بالقطط زي الأول، عشان كده سابت هاري يتفرج على
التلفزيون براحته، وقدمت له كيكة شيكولاتة كان طعمها زي ماتكون عندها من سنين.
بالليل ، لبس دادلي لبس المدرسة الجديد وعمل
عرض أزياء صغير للعيلة.
الولاد في مدرسة سميلتنجس الخاصة كانوا
بيلبسوا جاكيت بني محمرطويل وبنطلون واسع
لونه برتقاني وطاقية قش مبططة
و بيمسكوا في اديهم عصيان ، كانوا بيضربوا
بعض بيها من ورا المدرسين، وده طبعا كان المفروض يكون تدريب ممتاز على الحياة
العملية لما يكبروا.
لما عمو فرنون شاف دادلي بلبس المدرسة الجديد
قال ان دي أكتر لحظة في حياته حس فيها بالفخر، أما طنط بيتونيا اللي عيونها كانت
مدمعة من الفرحة فقالت انها مش مصدقة أد ايه دادلي دودي بطوطي،شكله وسيم وناضج في
لبسه الجديد.
هاري ماقالش ولا كلمة، لو كان حاول ينطق كان
هينفجر في الضحك ومش هيقدر يمسك نفسه.
تاني يوم الصبح ، لما هاري دخل المطبخ عشان
يجهز الفطار، شم ريحة وحشة أوي جاية من طبق كبير في حوض المطبخ، ولما راح يشوف فيه
ايه، لقى فيه حاجة عاملة زي القماش القديم المتوسخ منقوع في مية لونها رمادي.
سأل هاري خالته( ايه اللي في الحوض ده؟)
زمت خالته شفايفها زي ما بتعمل في كل مرة
يتجرأ ويسألها أي سؤال وقالت له ( ده اليونيفورم الجديد بتاعك)
بص هاري في الطبق تاني وقال( ماكنتش أعرف انه
لازم يكون مبلول كده)
ردت خالته بعصبية ( ماتبقاش سخيف، دي هدوم
دادلي القديمة ، هصبغها عشان تلبسها في المدرسة، لما اخلصها هتكون زي أي يونيفورم
تاني)
طبعا هاري ماكانش مصدق ان ده ممكن يحصل، لكنه
شاف انه أحسن ما يتكلمش مع خالته في الموضوع ده أكتر من كده، وقعد على التربيزة
وهو بيحاول مايفكرش في شكله لما يروح مدرسة ستون وول أول يوم بالهدوم دي، أكيد
هيكون زي اللي لابس جلد فيل قديم.
دادلي وعمو فرنون
دخلوا المطبخ وهما قافلين أنوفهم من الريحة البشعة، بدأ عمو فرنون يقرا الجرنال كالعادة، أما دادلي فكان
بيخبط بعصاية المدرسة اللي ماعادتش بتفارقه على التربيزة، بعد شوية سمعوا صوت
الجوابات بتنزل من فتحة الباب على المشاية
بص عمو فرنون من
ورا الجرنال وقال ( روح هات الجوابات يا دادلي)
( ماليش دعوة، خلي
هاري يجيبه)
( لا ماليش دعوة،
خلي دادلي يجيبه)
اضربه بالعصاية يا
دادلي
قام هاري بسرعة
قبل ما دادلي يلحق يضربه، وراح يجيب الجوابات من عند الباب، كان في 3 جوابات، كارت
من طنط مارج أخت عمو فرنون، كانت في أجازة في جزيرة وايت وبتطمنهم عليها، الجواب
التاني كان لونه بني، شكله مليان فواتير، الجواب التالت..... ايه ده؟ معقولة؟ ده
جواب لهاري
قلب هاري كان بيدق
بسرعة ، كان بيبص للجواب المكتوب عليه اسمه وهو مش مصدق نفسه، جواب ليه!!!! ده عمر
ماحد كتب له أبدا، هو ماعندوش أصدقاء عشان يبعتوله جوابات، ولا له قرايب غير عيلة
درسلي، وماعندوش اشتراك في المكتبة فيقول ان ده جواب منهم بيطالبوه يرجع الكتب
اللي استعارها، يبقى مين اللي هيكتب له؟!
بس الجواب ده مبعوت
له فعلا، مش غلطة ولا حاجة، مكتوب عليه اسمه وعنوانه بالضبط، الأستاذ هاري بوتر،
الخزانة تحت السلم، 4 شارع بريفت درايف،
ليتل وينجنج، سيوري
الجواب كان تقيل،
والظرف مصنوع من ورق أصفر تخين واسم هاري وعنوانه مكتوبين عليه بحبر لونه أخضر
زمردي، بس ماكانش في طابع بريد على الظرف. ايديه كانت بتترعش وهو بيقلب الظرف، كان
مختوم بختمع شمع بنفسجي عليه شعار ، أسد ونسر وغُرَير وتعبان مرسومين حوالين حرف
هاء ضخم.
عمو فرنون كان
بيزعق في المطبخ ( انت فين يا ولد ، بسرعة شوية، انت لقيت قنبلة في الجوابات ولا
ايه؟) وبعدين ضحك على نكتته السخيفة.
رجع هاري المطبخ
وهو لسة بيبحلق في الجواب اللي جايله، ادي الجوابات الباقية لعمو فرنون وقعد
بالراحة على الكرسي وبدأ يفتح جوابه.
عمو فرنون فتح
الجواب البني المليان فواتير وبعدين حطه على جنب هو بيبرطم، وبعدين قرا كارت طنط
مارج وقال لطنط بيتونيا انها عيانة ، كلت أكلة حلزون غريبة تعبتها)
فجأة قال دادلي (
الحق يابابا ، هاري جاله جواب)
كان هاري فتح
الظرف و لسة يادوب هيقرا الجواب اللي كان مكتوب على نفس نوع ورق الظرف، بس عمو
فرنون شد منه الجواب بسرعة، حاول هاري ياخد منه الجواب تاني وهو بيقوله ( الجواب ده
بتاعي)
بس عمو فرنون ضحك
عليه وقاله ( ومين بقى اللي هيبعت لك انت جواب؟)
وفرد الجواب وبدأ
يقراه، وفي ثانية وشه اتحول من اللون الحمر للون الخضر أسرع من إشارة المرور،
بعدين الدم اختفى من وشه تماما وبقى لونه شاحب زي طبق الشوربة البارد، وصرخ برعب (
بيتونيااااااا)
دادلي قام وحاول
يمسك الجواب، بس عمو فرنون رفعه لفوق عشان مايطولوش. جات طنط بيتونيا، واخدت
الجواب وبدأت تقراه بفضول، وقبل ما تكمل قراية سطرين كان شكلها هيغمى عليها، ومسكت
رقبتها وكأنها مش قادرة تتنفس وقالت ( يا ربي، فرنون، معقولة؟!)
عمو فرنون وطنط
بيتونيا كانوا بيبصوا لبعض برعب وكانهم نسيوا ان دادلي وهاري معاهم في الأوضة.
دادلي ماكانش متعود ان ابوه وامه يتجاهلوه ولو لثواني، خبط راس ابوه بعصايته وهو
بيصرخ ( عايز أقرا الجواب ده)
بس هاري قال بغضب(
ده جوابي أنا أنا اللي عايز أقراه)
عمو فرنون دخل
الجواب في الظرف وزعق لهاري ودادلي ( ياللا اطلعوا برة، انتم الاتنين) بس ماحدش
اتحرك من مكانه ، هاري كان بيصرخ ( أنا عايز الجواب بتاعي) ودادلي كمان كان بيصرخ ( اديهولي ، خليني
اقراه)
عمو فرنون انفجر
فيهم ( اطلعوا برااااا) وشدهم من قفاهم وطلعهم برا المطبخ ورزع الباب.
هاري ودادلي كانوا
بيتخانقوا ورا الباب من غير صوت ، كل واحد كان بيزق التاني عشان يبص من خرم الباب،
وطبعا دادلي اللي فاز، فاضطر هاري ينام على بطنه على الأرض، بنضارته المتعلقة في
ودن واحدة، ويبص من تحت عقب الباب.
عمو فرنون كان
بتكلم بصوت واطي وهو غضبان جدا ( بيتجسسوا علينا ويراقبونا، مش بعيد يكونوا بيمشوا
ورانا كمان)
طنط بيتونيا قالت
له ( طيب هنعمل ايه، نرد عليهم ونقولهم لأ
احنا مش عايزين)
هاري كان شايف
جزمة عمو فرنون السودة المتلمعة وهو رايح جاي في المطبخ، وأخيرا قال ( لا احنا هنتجاهلهم
مش هنرد عليهم خالص، لو مارديناش يبقى خلاص ، ايوة كده أحسن، مش هنعمل أي حاجة)
(بسسسس)
( لا يا بيتونيا،
مش هيكون في واحد منهم في البيت ده، احنا أخدنا عهد على نفسنا من يوم ما اخدناه
اننا هنوقف المهزلة دي)
بالليل، وبعد ما
رجع عمو فرنون من الشغل، عمل حاجة عمره ما عمله في حياته قبل كده، زار هاري في
خزانته، وقبل ما يقدر يدخل من باب الخزانة الضيق، كان هاري بيقول ( فين الجواب؟
مين اللي بيكتبلي؟؟)
عمو فرنون قال (
ماحدش بيكتب لك ، الجواب ماكانش ليك اصلا، ده كان جايلك بالغلط، وبعدين أنا حرقته
خلاص)
( لأ ماكانش
بالغلط، ده كان مكتوب عليه عنوان خزانتي)
صرخ العم فرنون (
اسكت) صوته القوى خلى العنكبوت يقع من سقف الخزانة
أخد نفس عميق،
وحاول يبتسم، بالرغم من ان رسم الابتسامة دي كان باين انه صعب عليه جدا ومؤلم،
وبعدين قال( صحيح ، الخزانة، انا وخالتك شايفين انك كبرت على النوم في الخزانة،
عشان كده فكرنا أنه أحسن لك تنام في أوضة نوم دادلي الصغيرة)
( ليه)
( بطل تسأل ،
ياللا خد حاجاتك واطلع فوق، ياللا)
بيت عيلة درسلي
كان فيه أربع أوض نوم، واحدة لعمو فرنون وطنط بيتونيا، وواحدة للضيوف ( دايما كان
الضيوف دول طنط مارج أخت عمو فرنون)، وأوضة بينام فيها دادلي، أما الوضة الرابعة،
واللي كانت أصغر أوضة في البيت، كان دادلي بيخزن فيها لعبه المكسرة والحاجات اللي
مش بيستخدمها واللي ماعادش ليها مكان في أوضة نومه.
هاري نقل حاجته
كلها من الخزانة للأوضة الصغيرة في الدور التاني، في مرة واحدة، بعدين قعد على طرف
السرير يبص على حاجات دادلي اللي كانت مالية الأوضة حواليه، كل حاجة في الأوضة
كانت مكسورة أو عطلانة، آدي كاميرة الفيديو اللي خدها دادلي هدية في عيد ميلاده
الأخير اللي مافاتش عليه أكتر من شهر، الكاميرة كانت محطوطة على الدبابة الصغيرة
اللي دادلي داس بيها على كلب الجيران، وفي الركن شاف أول تلفزيون اشتراه عمو فرنون
لدادلي، واللي شاطه برجله ودشدشه لما لغوا
البرنامج اللي كان بيحب يتفرج عليه، وجنبه قفص طيور كبير كان فيه بغبغان في يوم من
الأيام، بس دادلي بدله في المدرسة ببندقية هوائية، كانت محطوطة على الرف بعد ما
قعد عليها دادلي وتنى طرفها تماما، أما باقي الرفوف فكانت مليانة بالكتب اللي
شكلها جديد خالص، كانت الكتب هي الشيء الوحيد في الوضة اللي ماحدش لمسه.
هاري كان قاعد في
الوضة وسامع صوت دادلي اللي بيصرخ تحت وهو بيقول لمامته ( طلعيه من الأوضة ، أنا
مش عايزه يقعد في أوضتي ، أنا عايز اوضتي)
اتنهد هاري واتمدد
على السرير، امباح كان ممكن يعمل أي حاجة عشان يكون فوق هنا في الأوضة دي، بس
النهاردة بيتمنى لو كان لسة في خزانته بس معاه الجواب.
تاني يوم الصبح ،
كانوا كلهم قاعدين ساكتين حوالين تربيزة الفطار، دادلي كان مصدوم، عمل كل حاجة
عشان يخرَّج هاري من أوضته وياخدها تاني، بس مافيش حاجة نفعت، صرخ، وخبط باباه
بالعصاية على دماغه، وعمل عيان ، وخبط مامته برجله، ورمى السلحفة من سطح الصوبة ،
بس كل ده ماكانش له أي تأثير.
هاري كمان كان
ساكت وبيفكر بحزن في الجواب اللي جاله امبارح، ليه بس مافتحوش في الطرقة قبل ما
يدخل المطبخ. أما عمو فرنون وطنط بيتونيا ، فكانوا بيبصوا لبعض بصات غامضة وغريبة.
شوية ووصل البريد،
عمو فرنون كان بيحاول يكون لطيف مع هاري ، فبعت دادلي يجيب البريد، دادلي كان
بيخبط في كل حاجة في سكته، وبيضربها بعصاية المدرسة، واول ما مسك جوابات النهاردة،
سمعوا صوته من برة بيقول ( جواب تاني للأستاذ هاري بوتر، أوضة النوم الصغيرة، 4
بريفت درايف)
اتنفض عمو فرنون
من كرسيه وهو بيصرخ بصوت مكتوم، وجري بسرعة على الصالة عشان يلحق دادلي قبل ما
يفتح الجواب، وطلع وراه هاري كمان، كانت مهمة عمو فرنون صعبة جدا، اضطر يصارع
دادلي ويوقعه على الأرض عشان ياخد منه الجواب في الوقت اللي كان هاري متعلق في
رقابته بيحاول هو كمان يوصله، وبعد خناقة حامية خد فيها كل واحد نصيبه من لسوعة
عصاية سميلتنجس، قدر عمو فرنون ياخد الجواب من ايد دادلي وقام وهو بينهج على الآخر
وبيصرخ في هاري ( ياللا على خزانتك، قصدي على اوضتك) ، وبعدين قال لدادلي ( ياللا
انت كمان روح على ... روح روح ، امشي من هنا وخلاص)
هاري كان رايح جاي
في أوضته وهو بيفكر، معقولة اللي بيحصل ده؟ في حد عارف انه اتنقل من الخزانة
للأوضة الصغيرة اللي فوق، ده كمان عارف انه ماقراش الجواب الأولاني، وأكيد هيعرف
انه ماقراش التاني وهيحاول يبعتله كمان جواب، وساعتها هاري هياخد الجواب لأنه
المرة دي عنده خطة.
الساعة 6 الصبح،
رن جرس المنبه، هاري طفاه بسرعة ولبس هدومه بالراحة، عشان ماحدش يصحى، ونزل تحت
وهو بيتسحب، من غير ما يفتح النور خالص، كان رايح يستنى ساعي البريد على ناصية
الشارع وياخد منه الجوابات قبل ما يجيبهم البيت وعمو فرنون ياخدهم منه زي كل يوم.
قلبه كان بيدق بسرعة، وهو ماشي يتسحب في الصالة الضلمة ناحية باب البيت، بس فجأة
داس على حاجة خلته ينتفض وينط في الهوا ، حاجة كبيرة وطرية موجودة جنب باب البيت،
حاجة حية.
النور نور في الدور
التاني، وساعتها قدر هاري يشوف اللي داس عليه، هاري داس على وش عمو فرنون اللي كان
نايم جنب باب البيت عشان يمنع هاري من الخروج واستلام الجوابات بدري، كان عارف ان
هاري أكيد هيفكر في الخطة دي، ولمدة نص ساعة كان عمو فرنون بيصرخ في هاري وبيزعق
له، وبعد ما تعب من الزعيق قاله يروح يعمل له فنجان شاي، هاري دخل المطبخ وهو حزين
جدا وعلى ما رجع بالشاي ، كان ساعي البريد وصل جوابات النهاردة ، ونزلت من فتحة
الباب في حجر عمو فرنون اللي كان لسة قاعد ورا الباب، هاري شاف في وسط الجوابات 3
مكتوب عليهم بالحبر الأخضر، وقبل ما يلحق يفتح بقه ويطلب جواباته، كان عمو فرنون
قطعهم قدام عينيه.
عمو فرنون قعد في
البيت وماراحش الشغل في اليوم ده، كان عايز يتأكد إن مافيش ولا جواب هيدخل البيت،
جاب خشب ومسامير وقفل فتحة البريد الموجودة في باب البيت خالص.
كان بيقول لطنط بيتونيا وبقه مليان مسامير(
شوفي، لو ماعرفوش يوصلوله الجوابات هييأسوا ويبطلوا يبعتوها)
بس طنط بيتونيا ما
كانتش موافقة على كلامه فقالت له ( مش عارفة يافرنون، أنا حاسة ان اللي بنعمله ده
مافيش منه فايدة)
عمو فرنون كان
بيحاول يدق مسمار بكيكة الفواكه اللي طنط بيتونيا لسة جيباهاله وهو بيقول ( لا يا
بيتونيا، الناس دي عقولها بتفكر بطريقة غريبة، ماهماش زيي وزيك )
يوم الجمعة، وصل لهاري مش أقل من 12 جواب، ولأن
فتحة البريد مقفولة، فكانوا بيدخلوا من تحت عقب الباب، ومن الفتحات اللي في الجنب،
ده حتى في جوابات دخلت من الشباك الصغير اللي في حمام الدور الأرضي.
عمو فرنون قعد في
البيت اليوم ده كمان ، وبعد ما حرق كل الجوابات اللي وصلت، جاب خشب ومسامير تاني
وقفل كل الفتحات حوالين باب البيت الرئيسي والخلفي، كان بيدندن بعصبية وهو بيدق
المسامير، وبينط من مكانه برعب مع أي صوت ،وبكده لا جوابات تقدر تدخل ولا حد يقدر
يطلع يجيب جوابات من برة.
يوم السبت بدأت
الأمور في الخروج عن السيطرة، اليوم ده وصل لهاري 24 جواب، بائع البيض الي شكله
كان تايه النهاردة ومش مركز،سلم لطنط بيتونيا علبتين بيض من شباك أوضة الجلوس، كان
فيهم 24 بيضة، كل ما تفتح بيضة تلاقي ملفوف جواها جواب من جوابات هاري، 24 بيضة ب
24 جواب،عمو فرنون كان بيتكلم في التليفون بعصبية وهو بيحاول يوصل لأي حد في مكتب
البريد أو محل البيض يشتكيله اللي حصل، أما طنط بيتونيا فأخدت كل الجوابات وفرمتهم
في المفرمة.
دادلي اللي كان
مستغرب من اللي بيحصل قال لهاري ( يا ربي ، ايه ده، مين اللي عايز يوصلك أوي كده؟)
يوم الأحد الصبح ،
عمو فرنون كان قاعد بيفطر وشكله مرهق وتعبان جدا، لكنه كان سعيد وبيقول ببهجة وفرح
( مافيش بريد النهاردة، مافيش بريد يوم الأحد)
قعد يعيد ويزيد في
الجملة لحد ما حاجة نزلت بسرعة من مدخنة المطبخ وخبطته في راسه من ورا، وفي ثواني
كان في يجي 30 40 جواب بيخرجوا من المدخنة
بسرعة زي الرصاص، عيلة درسلي نزلوا على الأرض عشان يهربوا من الجوابات اللي بتطير
في كل مكان، أما هاري فكان بينط لفوق وبيحاول يمسك أي جواب منهم، بس عمو فرنون
شاله من وسطه وحدفه برة المطبخ وهو بيصرخ ( برة ، برة ) ، دادلي وطنط بيتونا جروا
بسرعة وهما مغطيين وشهم بإيديهم، واول ما خرجوا من المطبخ ، رزع الباب وراهم.
كانوا سامعين صوت
الجوابات وهي بتخرج من المدخنة وتخبط في الحيطان والأرض.
( لأ كده كتير،
أنا مش هستحمل أكتر من كده) كان بيحاول يتكلم بهدوء، بالرغم من انه كان بيشد في
شعر شنبه مع كل كلمة بيقولها لحد ما قلع يجي نصه ( ياللا أنا عايزكم كلكم هنا بعد
5 دقايق ، هاتوا هدومكم بس، هنمشي من هنا ، ومش عايز أسمع ولا كلمة) مع كل الغضب
ده ، وشنبه اللي راح نصه ، مافيش حد قدر يفتح بقه.
بعد عشر دقايق ،
كانوا بيحاولوا يطلعوا من الباب المتثبت بالخشب والمسامير، وبصعوبة طلعوا وركبوا
العربية وبدأوا يتحركوا على الطريق السريع. دادلي كان بيعيط بيزن في الكرسي اللي
ورا ، بعد ما باباه ضربه على راسه لأن أخرهم، كان بيحاول ياخد التلفزيون والفيديو
والكمبيوتر معاه في الشنطة.
ساق عمو فرنون
العربية كتير أوي، وكل شوية يلف ويرجع يمشي عكس الاتجاه وهو بيقول ( لازم اتوههم،
لازم اتخلص منهم) ، طنط بيتونيا كانت خايفة حتى تسأله هما رايحين فين، فضل طول
اليوم سايق، ما وقفوش حتى ياكلوا أو يشربوا. بالليل كان دادلي بيصرخ من الجوع ، عمره
ما شاف يوم أسوء من اليوم ده في حياته، كان جعان ، ماأكلش طول اليوم، وفاته 5 من
برامج التلفزيون اللي بيحبها، وعمره ما قعد الوقت ده كله من غير ما يلعب
بالكمبيوتر ويفجره له شوية فضائيين.
أخيرا وقف عمو
فرنون قدام فندق كئيب على مدخل مدينة من المدن الكبيرة، واضطر دادلي انه ينام في
أوضة واحدة مع هاري، كان فيها سريرين ملاياتهم قديمة ومش نضيفة أبدا، دادلي نام
على طول، بس هاري ماقدرش ينام، فضل طول الليل قاعد جنب الشباك، بيتفرج على
العربيات اللي رايحة وجاية على الطريق وباله مشغول.
الصبح راحوا مطعم
الفندق عشان يفطروا، كان الفطار عبارة عم كورن فليكس ناشف وقديم، وطماطم معلبة
باردة مع توست، وقبل ما يخلصوا أكل ، جات صاحبة الفندق لتربيزتهم وقالت ( صباح
الخير، يا ترى مين فيكم الأستاذ هاري بوتر، أنا لقيت على مكتب الاستقبال أكتر من
100 جواب بإسمه) ومدت ايديها بجواب مكتوب عليه بالحبر الأخضر ، السيد هاري بوتر ،
أوضة 17، فندق ريل فيو ، كوك ورث.
حاول هاري ياخد
الجواب منها، بس عمو فرنون ضربه على ايده وقال للست اللي كانت بتبص لهم باستغراب (
أنا هستلم الجوابات) وراح وراها لمكتب الاستقبال وأخدهم.
رجع عمو فرنون
يسوق العربية بدون هدف، وبعد ما ساق لساعات، طنط بيتونيا حاولت تتكلم معاه بالراحة
( مش الأحسن نرجع البيت؟) بس هو تقريبا ماسمعهاش، كانوا مشغول بيدور على حاجة
ماحدش عارف ايه هي.
طول اليوم كان عمو
فرنون بيسوق العربية ويروح أماكن غريبة ، وينزل من العربية، يبص حواليه وبعدين يهز
راسه ويركب العربية تاني ويكمل سواقة.
دخل الغابة وطلع،
وراح لوسط الحقول الفاضية ورجع تاني على الطريق، ووقف في نص جسر معلق وبعدين كمل
تاني، وطلع الدور الأخير من جراج عربيات كبير ونزل تاني وكمل سواقة على الطريق.
آخر النهار كانوا
وصلوا للساحل، وقف عمو فرنون العربية ونزل وقفل عليهم جواها واختفى، لدرجة ان
دادلي قال لمامته ببرود ( بابا شكله اتجنن، مش كده؟)
الدنيا بدأت تمطر،
حبات كبيرة من المطر كانت بتخبط على سقف العربية، ودادلي بيزن عشان النهاردة
الاتنين والبرنامج اللي بيحبه هيجي في التلفزيون النهاردة، دادلي كان عايز يروح أي
مكان فيه تلفزيون.
لما دادلي قال ان
النهاردة الاتنين هاري افتكر حاجة دادلي مابيغلطش في أيام الأسبوع أبدا لأنه معلم
بيها برامج التلفزيون، فلو النهاردة الاتنين فعلا فبكرة هيكون التلات، يوم ميلاد
هاري ال 11.
طبعا يوم ميلاده
عمره ما كان يوم حلو وممتع، السنة اللي فاتت مثلا، هديته كانت شماعة هدوم وشراب من
شرابات عمو فرنون القديمة، بس مهما كان الواحد مابيبقاش عمره 11 غير مرة واحدة في
العمر.
عمو فرنون رجع بعد
شوية وهو فرحان ومبتسم ومعاه كيس رفيع وطويل ، سألته طنط بيتونيا عن اللي فيه بس
هو ماردش، وقال ( ياللا اخرجوا كلكم من العربية، لقيت مكان ممتاز) وشاور على صخرة
كبيرة في قلب البحر وفوقها أسوء بيت ممكن تتخيله، واللي أكيد ماكانش فيه التلفزيون
اللي عايزه دادلي.
الجو برة العربية
كان بارد جدا وعمو فرنون كان بيصقف وهو مبسوط وبيقول( العاصفة قربت، والراجل
المحترم ده وافق انه يسلفنا القارب بتاعه عشان نوصل هناك) ، ساعتها ظهر لهم عجوز
ماعندوش سنان ، بيبتسم بلؤم وبيشاور على قارب في البحر بيتمايل مع حركة الموج.
( اركبوا ياللا،
انا اشتريت لكم الأكل كمان)
الجو على القارب
كان بارد جدا، البحر بيطرطش عليهم مية متلجة، ونقط المطر بتنزل على راسهم وتتزحلق
وتدخل هدومهم والريح الباردة بتتلج وشوشهم، وبالرغم من الصخرة ماكانتش بعيدة اوي
عن الشط ، بس حسوا ان المشوار خد ساعات. لما وصلوا للصخرة كان الطريق مزحلق وصعب،
والبيت كان قديم ومكسر من برة أما من جوة فكان بشع، كانت ريحته زي طحالب البحر،
وجدرانه الخشبية مليانة فتحات بتصفر فيها الريح، والدفاية كانت مطفية ومافيهاش خشب
، وماكانش فيه غير اوضتين بس.
حتى الأكل اللي
عمو فرنون قال انه اشتراه، طلع في الاخر كيس شيبسي وموزة لكل واحد، ولما حاول يولع
في كياس الشيبسي الفاضية عشان يتدفوا بيها، ماولعتش، يادوب دخنت شوية وبعدبن
انطفت، بس عمو فرنون ما كانش زعلان، بالعكس ده كان مبسوط وهو بيقول ( اهو الجوابات
دي كان ممكن تنفعنا دلوقت) كان مبسوط جدا ومتأكد ان مافيش اي حد هيقدر يوصل لهم
الجوابات هنا في وسط العاصفة. هاري كان عارف انه عنده حق، بس الفكرة دي ماخليتهوش
سعيد طبعا.بالليل كانت العاصفة بدأت بالفعل، والموج كان بيغسل جدران البيت من برة،
والريح بتخبط في شبابيكه المكسرة. طنط بيتونيا لقت كام ملاية قديمة ومتوسخة في
الأوضة التانية وفرشتهم لدادلي على الكنبة القديمة المكسرة عشان ينام عليها، ودخلت
هي وعمو فرنون يناموا في الأوضة اللي جنبهم على السرير اللي مرتبته محجرة، وسابوا
هاري يدور لنفسه على مكان ناعم وطري على الأرض ويتكوم تحت بطانية قديمة وخفيفة
جدا.
كانت العاصفة
بتزيد، وهاري بيتقلب على الأرض بيترعش من البرد والجوع، وهو بيحاول يلاقي وضع مريح
للنوم على الأرضية الصلبة، وقبل نص الليل بشوية كان صوت الرعد غطى على صوت دادلي
اللي رايح في سابع نومة من بدري، وكانت ايده اللي نازلة من على حرف الكنبة فيها ساعته
المنورة بنور ضعيف خلا هاري يشوف ان باقي 10 دقايق بس ويتم 11 سنة .
نام هاري على الأرض
وهو بيتابع دقات الساعة اللي بتحسب الدقايق الباقية على يوم ميلاده، كان بيسأل
نفسه يا ترى عيلة درسلي هتفتكر ان النهاردة عيد ميلاده؟ ياترى الشخص اللي بيبعت له
الجوابات فين دلوقتي؟
باقي 5 دقايق على
يوم ميلاده، سمع هاري صوت طقطقة برة، ياريت ما يكونش سقف البيت هيقع، ولو انه لو
وقع يمكن تكون الدنيا ادفى من كده شوية.
باقي 4 دقايق ،
يمكن لما يرجعوا يكون البيت رقم 4 في بريفت درايف مليان جوابات، ويقدر يخبي واحد
منهم ويقراه. باقي 3 دقايق، هو الصوت ده كان صوت الأمواج
بتضرب الصخرة اللي عليها البيت؟ باقي دقيقتين، ايه صوت التكسير ده، هو الصخرة
بتنهار في البحر ولا ايه؟ باقي دقيقة واحدة ويتم 11 سنة، ثلاتين ثانية،
عشرين، عشرة، تسعة، بيفكر يصحي دادلي من النوم عشان يضايقه شوية، 3، 2، 1.
بووووووووم البيت اترج وهاري نط من مكانه وهو بيبحلق في باب البيت، كان في حد برة
بيخبط على الباب بقوة، حد عايز يدخل البيت.
0 تعليقات