- انظر، ها هو هناك
- أين؟
_ إلى جانب الولد ذو الشعر الأحمر
- أهو الذي يرتدي النظارات؟
- أرأيت وجهه؟
- أرأيت ندبته؟
كانت الهمسات تتبع هاري منذ لحظة مغادرته لمهجع جريفندور في صباح اليوم الثاني له في هوجورتس.
كان الطلبة يصطفون
أمام الفصول ويقفون على أطراف أصابعهم لينظروا إليه، أو يمشون في الممرات ذهابا
وإيابا ليمروا بجانبه أكثر من مرة ويمعنوا النظر إليه. تمنى هاري لو أنهم لا
يفعلون ذلك، فقد كان يحاول التركيز في محاولة لإيجاد طريقه إلى صفه. لقد كان هناك
مائة واثنتان وأربعين سلما في هوجورتس، بعضها واسع نظيف والبعض الآخر ضيق متهالك.
و بعضها كان يقود
لأماكن مختلفة في يوم الجمعة، ومنها ما يحتوي على سلمة ناقصة في المنتصف، وعليك أن
تتذكر مكانها دائما لتستطيع القفز فوقها. أما الأبواب فبعضها لا يفتح إلا إذا طلبت منه ذلك بأدب، والبعض يجب
عليك أن تدغدغه في مكان محدد ليسمح لك بالدخول، والبعض الآخر لم تكن أبوابا من
الأساس، ولكنها حوائط تتظاهر بأنها أبواب. لقد كان من الصعب أيضا أن تتذكر مكان أي شيء، فكل الأشياء تتحرك وتفير
أماكنها باستمرار. كان الأشخاص في اللوحات يذهبون لزيارة بعضهم البعض، كما أن هاري كان
على يقين من أن الدروع الحديدية يمكنها الحركة كذلك. كانت الأشباح تزيد الأمر سوءا، فمهما تكرر الأمر، كان مرور شبح عبر
باب مغلق تحاول فتحه، دائما ما يصيبك بصدمة مرعبة. كان نيك شبه مقطوع الرأس دائما ما يوجه طلاب جريفندور الجدد إلى الطريق
الصحيح بكل سعادة، ولكن بيفيز الروح الشريرة، كان أسوء من الأبواب المغلقة
والسلالم المضللة، إذا ما صادفك وانت تحاول الوصول إلى صفك في الدقائق الأخيرة،
حينها سوف يلقي عليك سلة المهملات، أو يسحب البساط من تحت قدميك، أو يقذفك بقطع
الطباشير ، أو يتسلل من خلفك وهو مختفى عن الأنظار ثم يمسك بأنفك ويصيح ( لقد
أمسكت رأسك) أما الأسوء من بيفيز، هذا إن كان من الممكن وجود ما هو أسوء من بيفيز،
فقد كان المشرف أرجوس فيلتش، فقد تمكن هاري ورون من اثارة غضبه ( اكتساب عداوته )
منذ أول يوم لهم في المدرسة، حيث وجدهم فليتش وهم يحاولون الدخول عنوة عبر أحد
الأبواب الذي اتضح لسوء الحظ انه الباب المؤدي إلى الممر الممنوع في الدور الثالث،
وكان مقتنعا تمام الاقتناع بأنهم يقصدون اقتحامه ولم يصدق أبدا بأنهم ضلوا طريقهم
، وهددهم بالحبس في السرداب، ولكن الأستاذ كويريل الذي مر بهم صدفة أنقذهم منه.
كان لفليتش قطة تدعى
السيدة نوريس، كانت قطة هزيلة ، لونها كلون التراب ولها عينين منتفختين تشبهان
المصابيح، تماما كعيني السيد فليتش. كانت السيدة نوريس تجوب الممرات وحيدة، حاول
أن تخالف قانونا أمامها، ضع إصبعا واحدا خارج حدودك، وسوف تتسلل في لمح البصر بحثا
عن فليتش، الذي سيظهر أمامك مزمجرا في غضون ثانيتين، فهو يعرف ممرات المدرسة
السرية أفضل من أي شخص آخر ( ربما باستثناء التوأم ويزلي ) ولذلك فبإمكانه أن يظهر
فجأة من العدم وكأنه أحد الأشباح. لقد كان التلاميذ كلهم يكرهونه، وكان الكثيرون
منهم يتمنون لو يستطيعون ركل السيدة نوريس بشدة. وأخيرا وبعد أن تتمكن من الوصول إلى الصف، يصبح الصف نفسه هو مشكلتك
الجديدة. فقد اكتشف هاري أن السحر ليس مجرد التلويح بالعصا والتمتمة ببعض الكلمات
المضحكة. لقد كان عليهم أن يدرسوا السماء ليلا باستخدام التليسكوبات، كل أربعاء
عند منتصف الليل ، وتعلم أسماء النجوم وحركة الكواكب. وكان عليهم الذهاب إلى البيوت الزجاجية خلف القلعة ثلاث مرات في
الأسبوع لدراسة علم النباتات، مع ساحرة قصيرة ممتلئة تدعى أستاذة سبراوت، حيث
كانوا يتعلمون كيفية الاعتناء بكل النباتات وأنواع الفطر الغريبة ومعرفة استخداماتهم.
أما مادة تاريخ السحر، فكانت أكثر الحصص مللا بلا منازع،
كما انها المادة الوحيدة التي يدرسها شبح. كان الأستاذ بينز عجوزا جدا عندما غط في
نوم عميق أمام المدفأة في غرفة الأساتذة، ثم استيقظ في صباح اليوم التالي وواصل
التدريس كالعادة، تاركا جسده هناك في الغرفة. كان الأستاذ بينز يتحدث بلا انقطاع
بنغمة رتيبة مملة، بينما هم يدونون خلفه الأسماء والتواريخ، ويخلطون بين ايميتك
الشرير ويوريك الغريب. اما الأستاذ فليتويك، مدرس مادة التعاويذ، فكان ساحرا قصيرا
ضئيل الحجم، لدرجة انه يضطر إلى الوقوف على كومة من الكتب حتى يستطيع رؤية الطلاب
من وراء مكتبه. في أول حصة من حصص التعاويذ، أمسك الأستاذ فلتويك قائمة الأسماء وبدأ
بالنداء على أسماء الطلاب، وعندما وصل لاسم هاري بوترأطلق صيحة فرح، جعلته يسقط من
فوق كومة الكتب مختفيا عن الأنظار.
وللمرة الثانية أثبتت الأستاذة ماكونجال انها شخصية متفردة.
لقد كان هاري على حق عندما اعتقد أنها أستاذة لا يمكن العبث معها، لقد كانت حازمة
وذكية، ففي اللحظة الأولى لدخولهم لصفها، أعطتهم تعليماتها (إن مادة التحويل هي من
أكثر أنواع السحر المعقدة والخطرة التي سوف تتعلمونها في هوجورتس، أي شخص يعبث في
صفي، سوف يخرج منه ولن يعود إليه أبدا، لقد حذرتكم).
حولت الأستاذة
ماكونجال مكتبها إلى خنزير، ثم أعادته لهيئته الأصلية مرة أخرى. أثار ذلك إعجاب
الجميع ودهشتهم، وجعلهم متشوقين للبدء في تعلم التحويل، ولكنهم أدركوا بعد قليل
انهم لن يستطيعوا تحويل الأثاث إلى حيوانات إلا بعد وقت طويل جدا.
بعد تدوين الكثير من الملاحظات المعقدة، أعطتهم الأستاذة
ماكونجال عود ثقاب، وطلبت منهم تجربة تحويله إلى إبرة، وبنهاية الحصة كانت هرميوني
جرانجر هي الوحيدة التي استطاعت تغيير شكل عود الثقاب قليلا، فقد عرضته عليهم
الأستاذة ماكونجال وأرتهم كيف أصبح طرفه حادا وتحول لونه إلى اللون الفضي، وابتسمت
لهرميوني، وهو شيء نادرا ما يحدث.
أما المادة التي كان الجميع يتطلعون لحضورها، فقد كانت
مادة الدفاع ضد فنون السحر الأسود، ولكن اتضح في النهاية أن حصص الأستاذ كويريل
كانت مضيعة للوقت.كانت رائحة الثوم تفوح من الصف، واعتقد الطلاب أنه يملأ الصف
بالثوم ليبعد مصاص دماء قابله في رحلته إلى رومانيا، ويخشى أنه قد يتبعه إلى
هوجورتس لينال منه. اما عمامته، فقد أخبرهم انها هدية من أمير أفريقي، اعطاها له ليشكره
على التخلص من زومبي كان يسبب له المشاكل، ولكنهم لم يصدقوا هذه القصة، فعندما طلب
منه شيموس فنيجان بلهفة أن يحكي لهم كيف تخلص من هذا الزومبي، اصطبغ وجه كويريل
بلون وردي، وبدأ بالحديث عن الطقس، كما أنهم لاحظوا وجود رائحة غريبة تصدر من
العمامة، وأصر التوأم ويزلي على انها محشوة بالثوم، حتى يكون الأستاذ كويريل في
أمان من مصاص الدماء أينما ذهب.
شعر هاري بالارتياح الشديد عندما أدرك انه ليس متأخرا عن
زملائه كما كان يظن، فكثير منهم جاء من عائلات عامية، ومثله تماما، لم يكن لديهم
أي فكرة عن كونهم سحرة حتى وقت قريب. كان أمامهم الكثي ليتعلموه، وحتى الطلاب من عائلات سحرية مثل
رون، لم تكن معلوماتهم عن السحر تشكل فارقا كبيرا.
كان يوم الجمعة يوما مهما جدا بالنسبة لهاري ورون، فلقد
تمكنا من الوصول إلى القاعة الكبرى لتناول الإفطار بدون ان يضلا طريقهما للمرة
الأولى. سأل هاري رون وهو يضع بعض السكر على طبق العصيدة ( ماذا لدينا اليوم؟)
أجاب رون ( لدينا حصتي وصفات مع سليذرين، سنايب هو رئيس
منزل سليذرين، يقولون أنه دائما ما يفضلهم على باقي التلاميذ، سنرى إن كان ذلك
حقيقيا)
قال هاري ( كنت اتمنى أن تفضلنا الأستاذة ماكونجال على
باقي التلاميذ) الأستاذة ماكونجال هي رئيسة منزل جريفندور، ولكن ذلك لم يمنعها من
إعطائهم كمية هائلة من الواجبات في اليوم السابق.
في هذه اللحظة وصل البريد، كان هاري قد اعتاد على ذلك
بالفعل، بعد الصدمة التي شعر بها في صباح اليوم الأول، عندما وجد حوالي مائة بومة
تدخل إلى القاعة الكبرى في سرب كبير، وكل منها تدور حول الموائد حتى تجد صاحبها ثم
تلقي عليه خطابا أو طردا.
لم تحضر هيدويج لهاري أي شيء حتى الآن، أحيانا ما تأتي
إليه وتنقر أذنه ليعطيها قطعة من الخبز قبل أن تذهب إلى النوم في بيت البوم مع بوم
المدرسة. أما في هذا الصباح، فقد حطت بين طبق المربى ووعاء السكر، ثم ألقت رسالة
صغيرة في طبق هاري، فتحها هاري على الفور، فوجد فيها كلمات مكتوبة بخط سيء للغاية
كالخربشة :
عزيزي هاري،
أعرف أن لديك وقت فراغ عصر يوم الجمعة، فهل تحب أن تأتي لتناول
كوب من الشاي معي في الثالثة عصرا؟
أريدك أن تخبرني عن أول أسبوع لك في المدرسة، ابعث لنا
ردك مع هدويج.
هاجريد
استعار هاري ريشة رون وكتب على ظهر الرسالة، ( نعم، من
فضلك ) وبعثها مع هدويج ثانية.
لقد كان من حسن حظ هاري أن لديه موعدا لشرب الشاي مع
هاجريد ليتطلع إليه، فقد كانت حصة الوصفات أسوء شيء حدث لهاري حتى الآن.
في احتفال بداية الفصل الدراسي، شعر هاري أن الأستاذ
سنايب لا يحبه، ولكن مع نهاية حصة الوصفات، اكتشف أنه كان مخطئا، فسنايب لم يكن لا
يحب هاري، لقد كان يكرهه.
يقع صف الوصفات في أحد أقبية هوجورتس، حيث الجو أبرد من أدوار
القلعة العلوية، وكان الصف مخيفا بما يكفي، حتى بدون كل تلك الحيوانات المحفوظة، التي تطفو في الجرار الزجاجية المرصوصة على طول
الحائط.
وكما فعل فليتويك، بدأ سنايب الحصة بأخذ الغياب، وكما
فعل فلتويك أيضا، توقف سنايب عند اسم هاري، وقال بهدوء ( اه، نعم، هاري بوتر، نجمنا
الجديد)
ضحك دراكو مالفوي وصديقيه كراب وجويل، ضحكة ساخرة
مكتومة، وهم يغطون أفواههم بأيديهم. أنهى سنايب قراءة الأسماء، ثم اتجه بناظريه
إلى الطلاب، كانت عيناه سوداوين كهاجريد، ولكنهما كانتا تفتقران إلى دفء عيني
هاجريد، كانتا باردتين وخاويتين، وتجعلانك تفكر بالأنفاق المظلمة.
ثم بدأ حديثه قائلا ( انتم هنا لتتعلموا صنع الوصفات،
إنع علم متقن، وفن دقيق) كان يتحدث بصوت أعلى قليلا من الهمس، ولكنهم استطاعوا
سماع كل كلمة نطق بها، فقد كان سنايب، تماما كالأستاذة ماكونجال، يمتلك موهبة
التحكم في الصف وإبقاءه صامتا بدون بذل أي مجهود، ( لن يكون هناك الكثير من
التلويح الغبي بالعصا، لذلك سيكون من الصعب على العديد منكم أن يصدق أن ما نفعله
هنا له علاقة بالسحر، لا أتوقع منكم ان تفهموا روعة الوصفات وهي تغلى في المرجل
بهدوء، بينما الأبخرة المتلألأة تحوم حولها، ولا قوتها الناعمة وهي تسري في العروق،
فتسحر العقل وتأسر الحواس، يمكنني أن أعلمكم كيف تعبئون الشهرة وتخمرون المجد،
يمكنني حتى ان أعلمكم كيف توقفون الموت، ذلك إن لم تكونوا مجموعة من الحمقى
والأغبياء ككل من اعتدت تدريسهم من قبل)
ساد صمت مطبق بعد هذه المحاضرة، تبادل هاري ورون نظرات
مليئة بالدهشة والقلق، أما هرميوني جرانجر، فكانت تجلس على حافة مقعدها وهي تتحرق
لإثبات أنها ليست غبية ولا حمقاء.
قال سنايب فجأة ( بوتر، مالذي سأحصل عليه إذا أضفت مسحوق
جذور البروق الزنبقي إلى منقوع الشيح؟)
( مسحوق ماذا إلى منقوع ماذا؟) اختلس هاري النظر إلى رون
فوجده مذهولا مثله تماما، لكن يد هرميوني ارتفعت عاليا تطلب أن تجيب عن السؤال
الغريب.
قال هاري ( لا أعرف يا سيدي)
لوى سناب شفتيه في سخرية ثم قال ( ياللخسارة، يبدو أن
الشهرة ليست كل شيء)
تجاهل يد هرميوني المرفوعة قائلا ( فلنجرب مرة أخرى يا
بوتر، إذا طلبت منك أن تحضر لي بيزور، أين ستبحث عنه؟)
رفعت هرميوني يدها لأعلى ما تستطيع أن تصل إليه بدون
الوقوف من مقعدها، ولكن هاري لم يملك أدنى فكرة ماهو هذا البيزور. حاول ألا ينظر
ناحية مالفوي وكراب وجويل، الذين كانوا يهتزون من شدة الضحك.
( لا أعرف يا سيدي )
إذا فأنت لم تتصفح كتابا قبل أن تأتي إلى هنا يا بوتر،
أليس كذلك؟)
أجبر هاري نفسه على مواصلة النظر إلى تلك العينين
الباردتين، لقد تصفح كتبه بالفعل عندما كان في بيت عائلة درسلي، ولكن هل ينتظر
سنايب منه أن يتذكر كل ما كتب في كتاب ألف عشب وفطر سحري؟)
واصل سنايب تجاهل يد هرميوني المرفوعة
( ما هو الفرق يا بوتر، بين قلنسوة الراهب وخانق الذئب؟)
وهنا وقفت هرميوني وارتفعت يدها أكثر حتى كادت تلمس سقف
القبو.
قال هاري بهدوء ( لا أعرف، ولكني أعتقد أن هرميوني تعرف،إذا،
لماذا لا تسألها؟)
ضحك عدد قليل من الطلاب، وعنما التقت عيني شيموس وهاري،
غمزل له شيموس، ولكن سنايب لم يكن سعيدا بما قاله هاري،فقال لهرميوني بحدة (
اجلسي) ( لمعلوماتك يا بوتر، إن مزج البروق والشيح سيعطيك وصفة منومة قوية جدا
لدرجة أنها معروفة باسم الموت الحي، أما البيزور فهو حصاة مأخوذة من معدة الماعز
ويمكنها إنقاذك من معظم السموم، وبالنسبة لقلنسوة الراهب وخانق الذئب، فهما نفس
النبات، والذي يسمى أيضا بالأقونطين أو تاج الملوك. حسنا؟ لما تدونون ذلك جميعا؟)
تناول الطلاب ريشاتهم وأوراقهم، ومن بين الجلبة قال
سنايب ( سيتم خصم نقطة من جريفندور بسبب وقاحتك يا بوتر)
ومع استمرار درس الوصفات، لم تتحسن الأمور بالنسبة لطلاب
جريفندور. قسم سنايب الطلاب لمجموعات من شخصين لمزج وصفة بسيطة لعلاج البثور. كان
سنايب يدور بينهم في عباءته الطويلة السوداء، يراقبهم وهم يزنون القراص المجفف،
ويطحنون أنياب الثعبان، وينتقدهم جميعا ماعدا مالفوي، الذي كان يبدو عليه أنه
المفضل لديه. كان سنايب يطلب من الطلاب أن ينظروا إلى الطريقة المتقنة التي طهى
بها مالفوي حلزونه ذو القرون، عندما سمعوا صوت أزيز وفوران و امتلأ القبو بسحاب من
دخان أخضر حمضي. استطاع نيفيل بطريقة ما أن يذيب مرجل شيموس، وسالت وصفتهم الحارقة
على الأرض الحجرية للقبو محدثة ثقوبا في أحذية الطلاب. وفي ثواني، كان كل من الصف
يقف على مقعده تفاديا للحروق. أما نيفيل الذي تناثرت عليه الوصفة مع ذوبان المرجل
حتى غطته، فقد كان يأن في ألم من البثور الحمراء التي انتشرت على ذراعيه وقدميه .
زمجر سنايب قائلا ( يالك من ولد غبي، هل أضفت أشواك
القنفذ إلى المرجل قبل أن ترفعه من على الموقد؟) ثم لوح بعصاه فاختفت الوصفة المنسكبة
من على الأرض بحركة واحدة.
تأوه نيفيل بألم ، فقد بدأت البثور بالانتشار على أنفه
أيضا.
قال سنايب لشيموس بحدة ( فلتأخذه إلى جناح المستشفى) ثم
التفت إلى هاري ورون اللذان كانا يعملان بالقرب من نيفيل وقال ( وأنت يا بوتر،
لماذا لم تمنعه من إضافة الشوك؟ هل اعتقدت أن فشله سيحسن صورتك، هاهي نقطة اخرى
ستخصم من جريفندور)
كان هذا ظلم بين، ولكن عندما فتح هاري فمه ليدافع عن
نفسه، ركله رون من خلف المرجل وتمتم ( لا تجادله، لقد سمعت ان سنايب يمكنه أن يكون
بغيضا للغاية)
وبعد
ساعة، وبينما كانوا يصعدون
سلالم القبو، كانت معنويات هاري منخفضة وعقله يموج بالأفكار المتضاربة، لقد تسبب
في خسارة جريفندور لنقطتين في أسبوعه الأول ، لماذا يكرهه سنايب لهذه الدرجة؟
قال رون ( لا تحزن، سنايب دائما ما يخصم نقاط من
فريد وجورج، هل يمكنني أن آتي معك لزيارة هاجريد)
وفي
الثالثة إلا خمس دقائق، غادرا القلعة وقطعا الملاعب في طريقهما إلى كوخ هاجريد
الخشبي الذي يقع على أطراف الغابة المحرمة. وأمام الباب كان هناك قوس وزوج من
الأحذية المطاطية ، وعندما دق هاري الباب، سمعا صوت خربشات عنيفة ونباح محموم، ثم
سمعا صوت هاجريد يقول ( ارجع للخلف يا فانج، هيا للخلف )
فتح
هاجريد الباب قليلا، فظهر وجهه الضخم المغطى بالشعر من وراء الباب
قال
هاجريد ( انتظرا ثانية، ارجع للخلف يا فانج) ثم سمح لهما بالدخول، وهو يحاول السيطرة على كلب
صيد ضخم، أسود اللون.
كان الكوخ مكونا من حجرة واحدة، يتدلى من سقفها اللحم
المجفف والمدخن والطيور المحفوظة، وعلى النار غلاية نحاسية وفي الركن سرير ضخم
عليه غطاء متعدد الألوان.
قال هاجريد ( تفضلا، تصرفا وكأنكما في منزليكما)
ترك هاجريد فانج، الذي اتجه مباشرة إلى رون وبدأ في لعق
أذنيه، كان فانج كهاجريد تماما، ليس عنيفا وشرسا كما يبدو للوهلة الأولى.
قال هاري لهاجريد الذي كان يصب الماء الساخن في إبريق
شاي ضخم ويضع بعضا من الكعك الصخري في طبق ( هذا رون)
فأجاب هاجريد وهو ينظر للنمش على وجه رون ( ااه، ويزلي
آخر، لقد قضيت نص عمري وأنا أطارد أخويك التوأم لإبعادهما عن الغابة)
كان الكعك الصخري عبارة عن كتل بلا الملامح، بها بعض
الزبيب الذي كان سيكسر أسنانهما أكثر من مرة، ولكن هاري ورون تظاهرا باستمتاعهما
بتناول الكعك وهما يحكيان لهاجريد عن أسبوعهما الأول في المدرسة. أراح فانج رأسه
على ركبتي هاري، وسال لعابه حتى ابتل روب هاري تماما.
ابتهج هاري ورون لما سمعا هاجريد يدعو فليتش بالعجوز
السخيف، ثم قال ( اما هذه القطة، السيدة نورس، فكم اتمنى ان أجعلها تقابل فانج،
اتعلمان أنني كلما صعدت إلى المدرسة تبعتني في كل مكان، إن فليتش هو من يطلب منها
ذلك)
أخبر هاري هاجريد عما حدث في صف الأستاذ سنايب، وكما فعل
رون من قبل، قال له هاجريد ألا يقلق، فسنايب لا يحب أيا من الطلاب.
( ولكن يبدو أنه يكرهني )
( ما هذه السخافات، لماذا سيكرهك سنايب؟)
ولكن هاري لم يستطع منع نفسه من التفكير في ان هاجريد لم
ينظر في عينيه وهو يقول تلك الكلمات.
سأل هاجريد رون ( كيف حال أخوك تشارلي، لقد أحببته كثيرا
عندما كان طالبا في المدرسة ، فقد كان ممتازا في التعامل مع الحيوانات)
تساءل هاري إن كان هاجريد قد تعمد تغيير الموضوع.
وبينما انهمك رون في إخبار هاجريد عن أخيه تشارلي وعمله
مع التنانين، التقط هاري ورقة كانت موضوعة على الطاولة، تحت براد الشاي. كانت
الورقة عبارة عن خبر في جريدة المتنبيء اليومي:
آخر أخبار اقتحام بنك جرينجوتس
لا تزال التحقيقات في حادث اقتحام بنك جرينجوتس الذي تم في
ال31 من شهر يوليو مستمرة. ويسود الاعتقاد بأن وراء هذا الاقتحام مجموعة من سحرة
الظلام مجهولي الهوية.
وأصر أقزام جرينجوتس أنه لم يتم سرقة أي شيء من خزائن
البنك، وأن الخزينة التي تم اقتحامها كان قد إخلاؤها في وقت سابق من نفس يوم
الاقتحام. وأضاف المتحدث الرسمي عن أقزام جرينجوتس في تصريح لها بعد ظهر اليوم (
ولكننا لن نخبركم بما كان في الخزينة، فلتكفوا عن التدخل فيما لا يعنيكم للحفاظ
على سلامتكم)
تذكر هاري أن رون أخبره أثناء رحلتهم على متن قطار
هوجورتس، أن هناك من حاول السطو على جرينجوتس، ولكنه لم يذكر تاريخ حادثة
الاقتحام.
قال هاري ( هاجريد، لقد حدث اقتحام جرينجوتس في يوم عيد
ميلادي، بل إن هناك احتمال أنه حدث بينما نحن في البنك)
لم يكن هناك شك هذه المرة، لقد تفادى هاجريد النظر إلى
عيني هاري، لقد اكتفى بإصدار صوت استنكار وقدم له قطعة من الكعك الصخري.
قرأ هاري الخبر مرة أخرى، لقد تم إخلاء الخزينة المقتحمة
في وقت سابق من نفس يوم الاقتحام، لقد أخلى هاجريد الخزينة رقم 713، إذا كان أخذ
تلك اللفافة الصغيرة يمكن أن يسمى إخلاء. أيمكن أن تكون هذه اللفافة هي ما كان
يحاول اللصوص سرقته؟
وفي طريق عودتهما إلى القلعة لتناول العشاء، كانت
جيوبهما ممتلئة بالكعك الصخري اللذان كانا أكثر أدبا من أن يرفضاه عندما أعطاه
لهما هاجريد. استغرق هاري في التفكير، لقد أثار تناول الشاي مع هاجريد الكثير من
الأسئلة والأفكار في رأسه، أكثر من كل الحصص والدروس التي أخذها طوال الأسبوع. هل
أخذ هاجرد اللفافة من الخزينة في الوقت المناسب، قبل أن يسرقها اللصوص؟ وأين هي
الآن؟ هل يعرف هاجريد شيئا عن سنايب، ولا يريد البوح به لهاري؟
0 تعليقات