فيديو الكتاب الصوتي المصور ( حارة دياجون)
في صباح اليوم التالي، استيقظ هاري مبكرا، وبالرغم من انه كان يشعر بضوء
النهار، إلا أنه أبقى عينيه مغمضتين، وأخبر نفسه بحزم ( لقد كان حلما، لقد حلمت
بعملاق يدعى هاجريد، يخبرني بأنني سأذهب إلى مدرسة للسحرة، ولكن عندما سأفتح عيني،
سأكون نائما في خزانتي بالمنزل)
كان هناك صوت نقر مزعج على الباب، غاص قلب هاري في صدره، هاهي الخالة
بيتونيا تدق على الباب لتوقظه، ولكنه لم يفتح عينيه، فلقد كان حلما جميلا.
عاد صوت الطرق مجددا، فتمتم هاري ( حسنا، سأستيقظ)
اعتدل هاري فوقع معطف هاجريد الثقيل من عليه. كان ضوء الشمس يغمر الكوخ،
فالعاصفة قد انتهت. كان هاجريد نائما على الأريكة المنهارة، بينما بومة تحمل في
منقارها جريدة، تدق بمخلبها على النافذة.
اندفع هاري واقفا، كان يشعر وكأنه يطير من شدة سعادته، اتجه إلى النافذة
وفتحها، فدخلت البومة وألقت الجريدة على رأس هاجريد، الذي استمر بالنوم، فهبطت
البومة على الأرض وبدأت في نقر معطفه.
( لا ، لا تفعلي) قالها هاري وهو يحاول ابعادها عن المعطف، ولكنها رفضت
الابتعاد وواصلت نقر المعطف.
صاح هاري ( هاجريد، هناك بومة...)
أجاب هاجريد بصوت نائم وهو يعتدل في نومه على الأريكة ( ادفع له)
ماذا؟
انه يريد ثمن توصيل الجريدة، ابحث في جيوب المعطف
كان معطف هاجريد مليئا بالجيوب الممتلئة بعشرات الأشياء الغريبة ، مجموعة
من المفاتيح، حبات مبيدة للبزاق، كرات من الخيط، حلوى نعناع واكياس شاي، واخيرا
سحب هاري يدا مليئة بعملات معدنية غريبة
قال هاجريد بصوت ناعس ( أعطه 5 كينوتات)
( كينوتات؟!)
(إنها العملية البرونزية الصغيرة)
قام هاري بعد 5 عملات برونزية صغيرة، ومدت البومة قدمها حتى يستطيع هاري
وضع العملات في كيس جلدي صغير معلق بها، ثم طارت ثانية عبر النافذة المفتوحة.
تثائب هاجريد بصوت عالي، واعتدل جالسا وتمتطى ثم قال ( من الأفضل أن ننطلق
الآن، فلدينا الكثير من العمل، يجب أن نذهب إلى لندن لنشتري لك كل ما تحتاجه من
أجل المدرسة)
كان هاري يقلب العملات السحرية بين يديه، عندما خطرت على باله فكرة قضت على
السعادة التي كانت تملؤه منذ لحظات فقال ( ممم، هاجريد؟)
أجابه هاجريد الذي كان يرتدي حذائه العملاق ( ممم؟)
( إنني لا أمتلك أي نقود، ولقد سمعت العم فرنون ليلة البارحة، إنه لن
يعطيني المال لتعلم السحر)
قال هاجريد وهو يقف ثم يحك رأسه ( لا تقلق حيال ذلك، أتعتقد أن والديك لم
يتركوا لك شيئا؟)
( ولكن إذا كان منزلهم قد دمر..)
(إنهم لم يحتفظوا بالذهب في المنزل يا فتى، سوف يكون جرينجوتس، بنك
السحرة،أولى محطاتنا اليوم. تناول قطعة من السجق، إنها ليست سيئة وهي باردة، كما
أنني لن أرفض كذلك قطعة من كعكة يوم ميلادك)
(أيمتلك السحرة بنوك؟)
( إنه بنك واحد، جرينجوتس، يديره الأقزام)
سقطت قطعة السجق التي كانت يد هاري وقال ( الأقزام؟!)
( نعم، إنه لمن الجنون ان تحاول السطو على بنك جرينجوتس، سأخبرك شيئا يا
هاري، لا تحاول العبث مع الأقزام أبدا، فجرينجوتس هو أأمن مكان في العالم، بعد
هوجورتس، لحفظ ممتلكاتك الثمينة.
في الواقع كنت سأزور جرينجوتس على
أي حال، بناء على طلب دامبلدور، أعمال خاصة بهوجورتس) ثم أكمل بفخر : إنه دائما ما
يكلفني بالمهام الصعبة، كإحضارك ، أو إحضار أشياء من جرينجوتس، أترى إنه يعرف انه
يمكنه الوثوق بي.
هل أحضرت كل شيء؟ لنذهب إذا.)
تبع هاري هاجريد إلى خارج الكوخ، كانت السماء صافية الآن إلى حد ما، وأمواج
البحر تتلألأ تحت ضوء الشمس، كان القارب الذي استأجره العم فرنون لا يزال قابعا
هناك ممتلأ بالماء بعد العاصفة
سأل هاري وهو ينظر حوله باحثا عن قارب آخر ( كيف وصلت إلى هنا؟)
أجاب هاجريد ( لقد أتيت طائرا)
(طائرا؟!)
( نعم، ولكننا سنستخدم هذا القارب في رحلة العودة، فلم يعد مسموحا لي
باستخدام السحر بعد أن استطعت الوصول إليك)
جلس هاري وهاجريد في القارب، كان هاري يحدق فيه محاولا تخيله وهو يطير
نظر هاجريد لهاري بطرف عينه ثم قال ( كم من المؤسف أن نضطر للتجديف، ماذا
لو أعطيت الأمور دفعة صغيرة، اتمانع ألا تذكر ذلك في هوجورتس؟)
أجاب هاري الذي كان متشوقا لرؤية المزيد من السحر ( بالطبع لا أمانع)
سحب هاجريد مظلته الوردية ونقر نقرتين على جانب القارب، فانطلق مسرعا نحو اليابسة.
سأله هاري ( مالذي يجعل محاولة سرقة جرينجوتس دربا من الجنون؟)
أجابه هاجريد وهو يفتح جريدته ( هناك العديد من التعاويذ والطلاسم القوية،
إنهم يتحدثون كذلك عن إجراءات أمنية مشددة لبعض الخزائن حيث تقوم التنانين
بحراستها، و حتى لو استطعت بمعجزة ما أن تسرق شيئا من إحدى الخزائن، فعليك بعدها
أن تجد طريقك خارج البنك، أترى، جرينجوتس يقع على عمق مئات الأميال تحت مدينة
لندن، عميقا جدا تحت الأرض، حتى إنك قد تموت جوعا قبل أن تتمكن من الخروج إلى سطح الأرض
ثانية)
استغرق هاري في التفكير فيما سمعه، بينما بدأ هاجريد في قراءة جريدة
المتنبئ اليومي. كان هاري قد تعلم من العم فرنون أنه يجب ألا يزعج أحدا أثناء
قراءة الجريدة، ولكن ذلك كان يبدو شديد الصعوبة في هذه اللحظة، فلم يمتلك هاري
أبدا مثل هذا الكم من الأسئلة التي تدور في رأسه، لذلك عندما تمتم هاجريد وهو يقلب
الجريدة ( لقد أفسدت وزارة السحر الأمور
كالعادة) لم يتمالك هاري نفسه، فسأله ( أهناك وزارة للسحر؟)
أجابه هاجريد ( بالطبع هناك وزارة للسحر، بالطبع لقد أرادوا من دامبلدور أن
يكون وزير السحر، ولكنه لم يكن ليترك هوجورتس أبدا، لذا فقد حصل كورنيليوس فادج
العجوز على المنصب، ولكنه وزير أخرق، إنه يمطر دامبلدور بالبوم كل صباح ليستشيره
في شتى الأمور)
( ولكن ماهي مهام وزارة السحر؟)
( حسنا، إن مهمتها الرئيسية هي إخفاء أمر العالم السحري عن العامة)
(لماذا؟!)
( لماذا؟! عجبا يا هاري! لو علم العامة بوجودنا لأرادوا حلولا سحرية لكل
مشاكلهم، لا إننا أفضل حالا بدونهم)
في هذه اللحظة، ارتطم القارب بخفة بحائط المرفأ، فطوى هاجريد جريدته، وصعد
هو وهاري الدرجات الحجرية المؤدية إلى الشارع، ثم سارا عبر طرقات المدينة الصغيرة
في طريقهم إلى المحطة.
كان المارة يحدقون في هاجريد بدهشة شديدة، بالطبع لا يمكن لهاري أن يلومهم
على ذلك، فلم يكن طول هاجريد الذي يبلغ ضعف طول الشخص العادي هو فقط ما يدعو
للدهشة، ولكن تعليقاته الغريبة على أشياء عادية جدا كانت أكثر إثارة للدهشة، فقد
كان يشير لأشياء عادية جدا كعدادات مواقف السيارات ويقول بصوته العالي ( أترى ذلك
يا هاري؟ كم هي غريبة تلك الأشياء التي يخترعها العامة)
أسرع هاري قليلا حتى يستطيع مجاراة خطوات هاجريد ثم قال لاهثا ( هاجريد،
أتقول ان هناك تنانين في جرينجوتس؟)
( حسنا، هذا ما يقولونه، كم اتمنى ان احصل على تنين)
( أتتمنى أن يكون لديك تنين؟!)
( لقد كنت أتمنى الحصول على واحد منذ كنت طفلا، هانحن ذا )
وصل هاجريد وهاري لمحطة القطار، كان هناك قطار للندن بعد 5 دقائق، أعطى
هاجريد النقود لهاري حتى يشتري لهما تذكرتين، فلم يكن يفهم نقود العامة كما كان
يدعوها.
كان الناس في القطار يحدقون فيهم بشكل غير مسبوق، فقد كان هاجريد يشغل كرسيين
بمفرده، بينما ينسج ما يبدو وكأنه خيمة سيرك ذات لون أصفر كناري.
سأل هاجريد هاري بينما يعد العقد التي ينسجها ( ألازلت تحتفظ بخطابك يا
هاري؟)
أخرج هاري المظروف من جيبه فقال هاجريد ( حسنا، هناك بداخله قائمة بكل
ماتحتاجه )
فتح هاري المظروف وأخرج ورقة لما يلاحظ وجودها ليلة البارحة وبدأ في
قراءتها:
مدرسة هوجورتس لفنون السحر
الزي المدرسي: يجب على طلاب السنة الأولى إحضار:
1- ثلاثة أطقم من أرواب العمل ذات اللون الأسود السادة.
2- قبعة مدببة الطرف، سوداء اللون للاستعمال اليومي.
3- زوج من قفازات الحماية المصنوعة من جلد التنين او
مادة مشابهة.
4- عباءة شتوية سوداء اللون ذات أزرار فضية.
يرجى ملاحظة ان جميع الملابس يجب أن تحمل بطاقة باسم
الطالب.
- الكتب الدراسية:
يجب على الطلاب الحصول على نسخة من كل الكتب التالية:
- كتاب التعاويذ الأساسي للصف الأول، تاليف ميراندا جوشوك
- كتاب تاريخ السحر، تأليف باثيلدا باجشوت
- كتاب النظرية السحرية، تأليف أدالبرت وافلينج
- كتاب دليل المبتدئين للتحويل، تأليف ايمريك سويتش
- كتاب ألف عشب سحري وفطر، تأليف فيليدا سبور
- كتاب الجرعات والوصفات السحرية، تأليف أرسينيوس جيجر
- كتاب الوحوش الرائعة وأماكن تواجدهم، تاليف نيوت
سكامندر
- كتاب القوى المظلمة: دليل الدفاع عن النفس، تأليف
كوينتين تريمبل
معدات إضافية:
- عصا سحرية واحدة
- مرجل من البيوتر ( خليط القصدير والنحاس) مقاس اثنان 2
- مجموعة من القوارير الزجاجية أو الكريستالية
- تليسكوب
- ميزان نحاسي
يمكن للطلاب اصطحاب بومة أو قطة أو ضفدع
نذكر أولياء الأمور بأن طلاب السنة الأولى لا يسمح لهم باستخدام
مكانسهم الخاصة.
تسائل هاري مندهشا بصوت عالي ( أيمكننا شراء كل هذه
الأشياء في لندن)
قال هاجريد ( إذا عرفت أين تذهب)
لم يذهب هاري إلى لندن من قبل، وبالرغم من أن هاجريد كان
يبدو عليه أنه يعرف المكان الذين يتجهون إليه جيدا، إلا أنه كان واضحا أنه غير
معتاد على الذهاب إليه بالطرق الطبيعية، فلم يستطع المرور من حاجز التذاكر في مترو
الأنفاق، وظل يشكو بصوت عال من ضيق الكراسي وبطء القطار، ثم اضطروا للصعود على سلم
كهربائي معطل فقال هاجريد ( لا أعرف كيف يتدبر هؤلاء العامة أمورهم بدون السحر)
كان الشارع خارج محطة مترو الأنفاق مزدحما بالناس
والمحال التجارية، ولكن حجم هاجريد الهائل ساعده على شق طريقه بين الحشود بمنتهى السهولة، ولم يكن
على هاري سوى أن يبقى بقربه ليجتاز الطريق المزدحم.
كان شارعا طبيعيا ممتلأ بأناس طبيعيين، كان به متاجرُ للكتب،
وأخرى لبيع الأدوات الموسيقية، ومطاعمُ للبرجر ودورٌ للسينما. لم يكن يبدو على أي
من هذه المتاجر، انها قد تبعيك عصا سحرية.
هل يمكن أن توجد أكوام من ذهب السحرة على عمق أميال أسفل
هذه المحال، أهناك فعلا متاجر لبيع كتب التعاويذ والمكانس السحرية؟ ألا يمكن أن
يكون ذلك كله مزحة سخيفة دبرها آل درسلي؟ لو لم يكن هاري متأكدا انهم لا يملكون أي
حس للدعابة والمرح، لما شك للحظة ان ذلك كله مقلب من تدبيرهم، لكنه بشكل ما،
وبالرغم من أن كل ما أخبره به هاجريد حتى الان لا يمكن تصديقه، إلا انه لا يستطيع
منع نفسه من تصديقه والوثوق به.
0 تعليقات