ملابس مدام مالكين لكل المناسبات
كان هاري يحمل حقيبة ممتلئة بالنقود، ولكنه لم يستطع أن يقرر إلى أي متجر يذهب أولا، وبالرغم أنه لم يكن يعرف كم تبلغ قيمة الجاليون بالنسبة للجنيه، إلا أنه كان يعرف أنه يحمل الآن نقودا أكثر مما امتلك في حياته كلها، بل أكثر مما امتلك دادلي نفسه.
قال هاجريد وهو يشير برأسه ناحية متجر ( ملابس مدام مالكين لكل المناسبات)
( علينا أن نشتري لك زيا مدرسيا، أتمانع لو دخلت وحدك للمتجر، وذهبت أنا سريعا لإحضار شراب من المرجل الراشح؟ أمم كم أكره عربات جرينجوتس.)
كان هاجريد مازال يبدو متعبا وشاحبا قليلا، فتركه هاري يذهب لإحضار شرابه ودخل إلى المتجر وحيدا، يشعر بالقلق والتوتر.
كانت مدام مالكين ساحرة قصيرة بشوشة الوجه ترتدي ملابس بنفسجية اللون، وبمجرد أن بدأ هاري بالحديث قالت له ( هل أنت أحد طلاب هوجورتس يا عزيزي؟ لدي كل ماتحتاجه هنا، في الواقع هناك شاب آخر يقيس زيه المدرسي الآن)
وفي مؤخرة المتجر، كان هناك ولد ذو وجه شاحب مدبب يقف على مقعد قصير، بينما تضع ساحرة أخرى بعض الدبابيس لتقصير ذيل ثوبه الأسود الطويل.
أوقفت مدام مالكين هاري على مقعد قصير آخر بجانب ذلك الولد، وألبسته ثوبا أسودا طويلا وبدأت في ثني ذيل الثوب إلى الطول المناسب وتثبيته بالدبابيس.
قال الولد ( أهلا، هل أنت أيضا طالب في هوجورتس؟)
أجابه هاري ( نعم)
استمر الولد في حديثه إلى هاري بنبرة بطيئة ملولة قائلا ( إن أبي في المتجر المجاور يشترى لي الكتب، أما أمي فقد ذهبت لتلقي نظرة على العصي السحرية، وعندما يعودان سأجعلهما يأخذاني إلى متجر مكانس السباق، لا أرى سببا يجعلهم يمنعنون طلاب السنة الأولى من امتلاك مكانسهم الخاصة، أعتقد أنني سوف ألح على أبي حتى يشتري لي مكنسة سباق سحرية ثم أهربهها إلى داخل المدرسة بطريقة ما)
كان هذا الولد يذكر هاري بدادلي كثيرا
سأله الولد ( ألديك مكنسة خاصة؟)
أجاب هاري ( لا)
أتستطيع لعب الكويديتش؟
أجاب هاري بلا ثانية وهو يفكر ماذا يمكن أن يكون هذا الكويديتش يا تُرى
( إنني لاعب كويديتش ماهر، حتى أن أبي يقول أنها ستكون جريمة لو لم يتم اختياري لألعب في فريق الكويديتش الخاص بمنزلي، وأنا أوافقه الرأي بالطبع، أتعرف في أي منزل ستكون؟)
قال هاري وهو يشعر أنه يزداد غباء مع كل لحظة ( لا )
( حسنا، بالطبع لا أحد يعرف على وجه التأكيد حتى يصل إلى المدرسة، أليس كذلك؟ ولكنني أعرف أنني سأكون في منزل سليذرين، فكذلك كان كل أفراد عائلتي، تخيل أن تكون في منزل هافلباف، أعتقد أنني سأغادر المدرسة لو وضعوني في ذلك المنزل، ستغادر أيضا، أليس كذلك؟
قال هاري (ممممم) كان يتمنى لو أنه يستطيع قول أي شيء مشوق.
أشار الولد فجأة لزجاج المتجر الأمامي وهو يقول ( انظر لهذا الرجل!)
كان هاجريد يقف أمام المتجر وهو يبتسم لهاري ويشير لقطعتي مثلجات من الحجم الكبير يحملهما في يديه، وتمنعانه من الدخول.
قال هاري الذي ابتهج أنه يعرف أخيرا شيئا لا يعرفه الولد ( إنه هاجريد)
قال الولد ( اه ، لقد سمعت عنه، إنه خادم أو شيء من هذا القبيل، اليس كذلك؟)
أجاب هاري الذي كان يضيق بالولد أكثر فأكثر مع كل لحظة ( إنه حارس أراضي هوجورتس)
( صحيح، بالضبط، لقد سمعت أنه همجي يعيش في كوخ بأراضي المدرسة، ويحاول ممارسة السحر من وقت لآخر ، فينتهي به الأمر بإحراق فراشه)
قال هاري ببرود ( أعتقد أنه شخص عبقري)
أجاب الولد بشىء من التهكم ( أتعتقد ذلك، ولكن لماذا حضر معك؟ أين والديك؟)
قال هاري باقتضاب ( لقد ماتا )، لم يكن يريد أن يسترسل في الحديث عن الأمر مع هذا الصبي.
قال الصبي ( أه، انا آسف لذلك ) ولكن لم يبدو عليه الأسف على الإطلاق
ثم أكمل ( ولكنهما كانا منا، أليس كذلك؟)
( لقد كانا من السحرة إذا كان ذلك ما تسأل عنه)
( إنني فعلا أعتقد انه لا ينبغي السماح للنوع الاخر بدخول المدرسة، ألا توافقني الرأي؟ إنهم ليسوا مثلنا، لم تتم تربيتهم وفقا لعاداتنا، بل إن بعضهم لم يسمع بهوجورتس إلا يوم استلامه خطاب القبول، أتتصور ذلك؟. أعتقد أن الأمر يجب ان يقتصر على العائلات السحرية العريقة فقط، بالمناسبة، ما اسم عائلتك؟)
ولكن قبل ان يتمكن هاري من إجابته قالت له مدام مالكين ( لقد انتهيت من ملابسك يا عزيزي)
انتهز هاري الفرصة وقفز من على المقعد القصير، فما كان أحوجه لعذر ينهي حديثه مع هذا الصبي.
قال الصبي الملول ( حسنا، أراك في هوجورتس، على ما أظن)
أحضر هاجريد مثلجات الشيكولاتة والتوت المزينة بالمكسرات، لكن هاري كان هادئا تماما أثناء تناولها، سأله هاجريد ( ما الأمر؟)
لكن هاري أجابه كاذبا ( لا شيء)
عندما توقفا لشراء الورق والريشات، ابتهج هاري قليلا عندما وجد زجاجة من الحبر يتغير لونها أثناء الكتابة.
ولكن عندما غادرا المتجر قال هاري ( هاجريد ، ماهو الكويديتش؟)
( عجبا يا هاري، دائما ما أنسى أنك لا تعرف إلا أقل القليل عن عالمنا، إنك لا تعرف حتى ماهو الكويديتش)
قال هاري ( لا تجعلني أشعر بالسوء أكثر من ذلك ) ثم اخبره عن الصبي الشاحب الذي قابله في متجر مدام مالكين
( وقال أيضا أن السحرة المنحدرين من عائلات من العامة لا ينبغي أن يسمح لهم بدخول المدرسة)
( ولكنك لا تنحدر من عائلة عامية يا هاري، لو كان يعرف فقط من انت، لو كان من عائلة سحرية فعلا، فقد عرف اسمك منذ الصغر. ألم ترى كيف تصرف الناس في المرجل الراشح عندما رأوك؟ على كل حال، مالذي يعرفه هذا الصبي عن الأمر ، إن بعضا من أفضل السحرة الذين عرفتهم كانوا السحرة الوحيدين في عائلة ممتدة من العامة، انظر إلى والدتك وأي نوع من العامة هي أختها)
( إذا ماهو الكويديتش؟)
( إنها رياضتنا المفضلة، رياضة السحرة، إنها مثل.... مثل كرة القدم بالنسبة للعامة، كل السحرة يتابعون الكويديتش ويشجعون فرقها، إنها تلعب في الهواء على المكانس السحرية، وبها أربع أنواع من الكرات، من الصعب شرح قواعدها)
(وما هما سليذرين وهافلباف؟)
(إنهما من منازل المدرسة، فالمدرسة بها أربع منازل، يقولون أن طلاب هافلباف مجموعة من الحمقى، ولكن..)
قال هاري عابسا ( أراهن انني سأكون في هافلباف)
أجابه هاجريد ببعض الوجوم ( أن تكون في هافلباف، أفضل من أن تنضم إلى سليذرن، لقد كان كل السحرة الأشرار طلابا في سليذرن، (حتى أنت تعرف من) كان طالبا في هذا المنزل)
(فولد...، آسف، (أنت تعلم من) كان طالبا في هوجورتس؟)
أجاب هاجريد ( نعم، منذ زمن طويل)
بعد قليل ذهبا لشراء كتب هاري المدرسية من متجر ( فلوريش وبلوتس) للكتب. كانت أرفف المتجر مكدسة بالكتب حتى السقف، بعضها كان ضخما كأحجار رصف مغلفة بالجلد، والبعض الآخر كان صغيرا كطابع بريد مغلف بالحرير. بعض الكتب كان مليئا بالرموز الغريبة، وقلة منها كانت خالية من أى كتابة على الإطلاق. حتى دادلي الذي لم يقرأ كتابا واحدا في حياته، كان ليفعل أي شيء ليحصل على بعض هذه الكتب.
اضطر هاجريد لجذب هاري بالقوة بعيدا عن كتاب التعاويذ واللعنات ( اسحر أصدقائك وشوش أعدائك بأحدث صيحات لعنات الثأر ( فقدان الشعر، الأرجل الهلامية، ربط اللسان، وأكثر من ذلك بكثير) تأليف الأستاذ فينديكتوس فيريديان.
( لقد كنت أحاول أن أعرف كيف أصيب دادلي ببعض اللعنات)
قال هاجريد ( إنني لا أقول أنها فكرة سيئة، ولكنك ممنوع من استخدام السحر في عالم العامة إلا للضرورة القصوى، كما أنك لن تتمكن من إتقان أي من تلك اللعنات في الوقت الحالي، إنك تحتاج إلى الكثير من الدراسة والتدريب قبل أن تصل إلى ذلك المستوى)
حاول هاري أيضا شراء مرجل من الذهب الخالص، ولكن هاجريد لم يسمح له بذلك ( لقد كتب في القائمة أنك تحتاج إلى مرجل من القصدير)، ولكنهم اشتروا طقما من الموازين اللطيفة، لوزن مكونات الوصفات، وتيلسكوبا نحاسيا قابلا للطي.
بعدها ذهبوا إلى متجر العطارة، والذي كان رائعا بما يكفي للتعويض عن رائحته السيئة التي كانت مزيجا من رائحة البيض والملفوف المتعفنين. كان هناك حاويات من مادة لزجة على الأرض، بينما الأرفف على الحائط تمتلىء بأواني زجاجية من الأعشاب والجذور المجففة والمساحيق اللامعة، حتى السقف كانت تتدلى منه حزم من الريش وسلاسل من الأنياب والمخالب. وبينما كان هاجريد يطلب من البائع خلف الطاولة مخزونا من مكونات الوصفات الأساسية التي سيحتاجها هاري، كان هاري يفحص بعضا من قرون وحيد القرن الفضية، يباع الواحد منها بواحد وعشرين جاليون، وعيون الخنفساء السوداء اللامعة شديدة الصغر، والتي تباع بسعر 5 كينوت للمغرفة الواحدة.
بعد خروجهم من عند العطار تحقق هاجريد ثانية من قائمة المستلزمات الدراسية ثم قال ( لم يتبق غير عصاك السحرية، آه، كما أنني لم أحضر بعد هدية عيد ميلادك)
احمر وجه هاري خجلا وهو يقول ( لست مضطرا لفعل ذلك)
( أعرف أنني لست مضطرا لفعل ذلك، أتعرف، سأحضر لك حيوانا أليفا، ليس ضفدعا فالضفادع لم تعد رائجة منذ سنوات، سيسخر منك باقي الطلاب، ولا قطة فأنا لا أحب القطط ، تصيبيني بالحساسية، سأحضر لك بومة، كل الولاد يحبون اقتناء البوم، فهى مفيدة جدا، تحمل بريدك وكل هذه الأشياء)
وبعد عشرين دقيقة، كانوا يغادرون متجر ايلوبس للبوم، والذي كان مظلما ومليئا بالحفيف والخفقان والعيون التي تلمع كالجواهر. كان هاري يحمل الآن قفصا كبيرا به بومة ثلجية جميلة تغط في نوم عميق واضعة رأسها تحت جناحها.
لم يستطع هاري التوقف عن شكر هاجريد بصوت متهجد وحروف متلعثمة جعلته شديد الشبه بالأستاذ كويريل.قال هاجريد بصوته الخشن ( لا شيء يستحق الشكر، لا أعتقد أنك تلقيت الكثير من الهدايا من عائلة درسلي. والآن لم يتبقى سوى متجر اوليفاندر، المكان الوحيد لشراء عصا سحرية جيدة، وأنت يجب أن تحصل على أفضل عصا سحرية)
0 تعليقات