فيديو الكتاب الصوتي المصور ( حارة دياجون)
توقف هاجريد قائلا: ها نحن ذا، لقد وصلنا إلى ( المرجل الراشح)
إنه مكان مشهور، وأشار إلى حانة صغيرة حقيرة المظهر، لم يكن هاري ليلاحظ وجودها
أبدا لو لم يشر إليها. كان المارة يعبرون من أمامها بدون أن ينظروا إليها، كانت
أعينهم تنتقل من متجر الكتب الكبير على جانب الحانة إلى متجر التسجيلات الموسيقية
على الجانب الآخر كما لو أنهم لا يستطيعون رؤية القدر الراشح على الإطلاق، حتى أن
هاري كان يشعر أنهما الوحيدان اللذان يستطيعان رؤية الحانة، ولكن قبل ان يستطيع
إخبار هاجريد بما يفكر فيه، كان قد قاده إلى داخل الحانة.
لم يكن مظهر المكان يدل على أنه مشهور أبدا، فقد كان
مظلما، قديما، وغير مرتب، تجلس في أحد أركانه بعض النساء يحتسين بعض المشروبات،
بينما تدخن إحداهن غليونا طويلا، وفي ركن آخر كان هناك رجل يرتدي قبعة طويلة يتحدث
إلى الساقي الأصلع ذو الوجه المجعد والفم الخالي من الأسنان.
بمجرد ان دخلوا، توقف الجميع عن الحديث، ولوحوا لهاجريد
مبتسمين، فقد كان يبدوا انهم جميعا يعرفونه حق المعرفة، حتى ان الساقي سحب كأسا
زجاجيا وسأل هاجريد ( هل احضر لك شرابك المعتاد يا هاجريد؟)
لكن هاجريد أجابه ( لا أستطيع تناول شيئا الان يا توم،
فأنا في مهمة من اجل هوجورتس) ثم ربت بيده الضخمة على كتف هاري الذي انثنت ركبتيه
من ثقل يد هاجريد.
حدق الساقي في وجه هاري وهو يتمتم ( يا إلهي ،هل هو
....؟ أيعقل ان يكون.....؟)
عم الصمت الحانة فجأة، بينما همس الساقي العجوز ( فليحفظنا
الله، هاري بوتر!! ياله من شرف)
خرج الساقي من وراء طاولته مسرعا ناحية هاري. كانت
الدموع تترقرق في عينيه وهو يصافح هاري قائلا ( مرحبا بعودتك يا سيد بوتر، مرحبا
بعودتك)
لم يدري هاري مالذي ينبغي عليه قوله، كان هاجريد مبتسما
بينما الجميع يحدقون في هاري، حتى أن السيدة العجوز كانت تنفخ في غليونها بدون أن
تدرك أنه انطفأ. نهض الجميع من على كراسيهم محدثين صوت احتكاك شديد بأرضية الحانة،
ووجد هاري نفسه في لحظة يصافح كل من في القدر الراشح
( أنا دوريس كروكفورد يا سيد بوتر، لا أصدق أنني قابلتك
أخيرا)
( لقد تشرفت بلقائك يا سيد بوتر)
( إنني شديد التأثر بمقابلتك يا سيد بوتر، فلطالما تمنيت
مصافحتك)
( لا يمكنني أن أخبرك عن مدى سعادتي لمقابلتك يا سيد
بوتر، اسمي ديجل، ديدالوس ديجل)
أجابه هاري ( لقد رأيتك من قبل يا سيدي، لقد انحنيت لي
مرة في المتجر)
سقطت قبعة ديدالوس ديجل من شدة الانفعال وصاح وهو ينظر
لمن حوله ( إنه يتذكر! هل سمعتم ذلك؟! إنه يتذكرني!)
استمر هاري في مصافحة كل من في الحانة، حتى أن دوريس
كروكفورد كانت تعود من حين لآخر لتصافح هاري من جديد.
شق رجل شاحب الوجه طريقه خلال الحشد بعصبية، حتى أن إحدى
عينيه كانت ترتعش
حياه هاجريد قائلا (أهلا أستاذ كويريل!) ثم توجه بالحديث
إلى هاري ( سيكون أستاذ كويريل واحدا من أساتذتك في هوجورتس يا هاري)
تلعثم كويريل وهو يجذب يد هاري قائلا ( ببببوتر، للللا
يممكننني إخبارك عننن ممممدى سسسسعادتيي للللقائككك)
(وأي نوع من انواع السحر تدرس يا أستاذ كويريل؟)
( الدددفاع ضددد فنون السسسحر الأسسود)، غمغم الأستاذ
كويريل وكأنه يفضل عدم التفكير في الأمر، ثم ضحك بعصبية وهو يقول ( ليييسس وكأننك
تحتاج تعلمممم ذذلك يا بببوتتر، أعتقدد أنننك ذذذاهب لششراء مسستلزماتك المددرسية،
أليس كذلك؟ أنا أيضا سوف اذهب لشراء كتاب عن مصاصي الدماء) كان يبدو عليه الرعب
لمجرد التفكير في الأمر.
لم يكن الاخرين ليتركوا الأستاذ كويريل يستحوذ على هاري
أكثر من ذلك، فعادوا للالتفاف حوله ومصافحته والحديث معه، حتى أن الأمر تطلب ما
يقرب من 10 دقائق للابتعاد عنهم، حيث استطاع هاجريد أخيرا ان يقول بصوت أعلى من
صوت الجمع ( يجب أن نذهب الآن، فلدينا الكثير لنشتريه، هيا ياهاري)
صافحت دوريس كروكفورد هاري للمرة الأخيرة، قبل ان يقوده
هاجريد إلى فناء الحانة الخلفي الذي كان عبارة عن فناء صغير خالي ذا سور حجري، لا
يحتوي إلا على بعض الأعشاب وصندوق للنفايات
ابتسم هاجريد وهو يقول لهاري ( ألم أخبرك بأنك مشهور،
حتى الأستاذ كويريل كان يرتجف فرحا لمقابلتك، لا أخفيك سرا، إنه يرتجف دائما)
(أهو دائما بهذه العصبية؟)
( اه ، نعم، ياله من مسكين، إنه عبقري، لقد كان طبيعيا
جدا من قبل، عندما كان يكتفي بدراسة الكتب، ولكنه ارتحل لمدة عام ليحصل على الخبرة
العملية، يقولون أنه التقى ببعض مصاصي الدماء في الغابة السوداء، ثم وقع في بعض
المتاعب مع ساحرة شريرة، لقد أثر كل ذلك عليه فلم يعد إلى طبيعته منذ ذلك الحين،
لقد أصبح يخاف من الطلاب، ويخاف من المادة التي يدرسها، والآن، أين هي مظلتي؟)
كانت رأس هاري تموج بالأفكار، مصاصي دماء؟ ساحرة شريرة؟
في هذه الأثناء كان هاجريد يحصي أحجار الحائط فوق صندوق
النفايات وهو يتمتم ( ثلاثة لأعلى، ثم اثنان بالعرض، بالضبط، تراجع قليلا يا هاري)
ثم نقر بطرف مظلته على الحائط ثلاثَ مرات، فاهتز الحجر الذي نقر عليه وبدأ بالحركة
حتى تكونت فتحة صغيرة في منتصف الحائط.
بدات الفتحة في الاتساع شيئا فشيئا، حتى كونت مدخلا ضخما
بما يكفي ليمر هاجريد من خلاله، كان المدخل يؤدي إلى شارع مرصوف بالحصى، يمتد على
مرمى البصر ثم يلتوي فلا تستطيع ان ترى نهايته.
ابتسم هاجريد لذهول هاري وقال له ( اهلا بك في حارة
دياجون يا هاري)
0 تعليقات