اقرأ هاري بوتر وحجر الفيلسوف بالفصحى - أوليفاندر للعصا السحرية

 الكتاب الصوتي هاري بوتر وحجر الفيلسوف (حارة دياجون)




والآن لم يتبقى سوى متجر اوليفاندر، المكان الوحيد لشراء عصا سحرية جيدة، وأنت يجب أن تحصل على أفضل عصا سحرية)

عصا سحرية... كان ذلك أكثر ما يتوق هاري للحصول عليه. كان المتجر قديما ضيقا، وقد كتب على بابه بحروف ذهبية باهتة ( أوليفاندرز: صانعو العصي السحرية الممتازة منذ عام 382 قبل الميلاد)، وفي واجهته الزجاجية التى يعلوها الغبار ترقد عصا وحيدة على وسادة أرجوانية حائلة اللون.

عندما فتحوا الباب، رن جرس صغير في مكان ما في آخر المتجر معلنا دخولهم، كان المتجر صغيرا وخاليا إلا من مقعد وحيد جلس عليه هاجريد منتظرا. شعر هاري وكأنه دخل إلى مكتبة صارمة القوانين فابتلع الكثير من الأسئلة الجديدة التي خطرت له واكتفى بالتحديق في آلاف الصناديق الرفيعة المرتبة بدقة فوق بعضها البعض والتي تصل حتى سقف المتجر. لسبب ما كان يشعر بقشعريرة في مؤخرة رأسه، وكأن الغبار والصمت اللذان يسودان المكان قد اختلطا بسحر من نوع غامض.

 (مساء الخير) وبالرغم من أن صوت قائلها كان خافتا إلا أن هاري قفز من مكانه، ولابد أن هاجريد قد قفز أيضا، فقد قام من على المقعد بسرعة شديدة محدثا ضجة.

كان يقف أمامهما رجل عجوز ذو عينين واسعتين شاحبتين يلمعان كالقمر في ظلمة المتجر، قال هاري مرتبكا ( أهلا) فأجابه العجوز ( اه ، نعم ، نعم ، لقد كنت أعرف أنني سأراك قريبا هاري بوتر) لم يكن ذلك سؤالا.

( إن لك عيني أمك، يبدو الأمر كما لو أنها كانت هنا بالأمس تشتري أول عصا سحرية لها، كان طولها عشر بوصات وربع، عصا رقيقة مصنوعة من خشب الصفصاف، مناسبة تماما للتعاويذ السحرية)



اقترب السيد أوليفاندر من هاري أكثر، كان هاري يتمنى لو أن السيد أوليفاندر يرمش قليلا ليبعد عيناه الفضيتين المخيفتين قليلا، ولكنه أكمل قائلا ( أما والدك فقد فضل عصا من خشب الماهوجني، طولها أحد عشر بوصة، مرنة، أقوى قليلا، وممتازة لاستخدامها في التحويل. حسنا، لقد قلت أن والدك فضلها، ولكن العصا هي التي تختار الساحر بالطبع)

اقترب السيد أوليفاندر من هاري أكثر وأكثر حتى التصق بوجهه، حتى أنه كان يرى انعكاسه في عيني السيد أوليفاندر الضبابية، وبإصبعه الأبيض الطويل، لمس علامة البرق على جبهة هاري قائلا برقة ( وهنا حيثُ....، آسف أن أقول أنني بعت العصا التي سببتها لك، ثلاثة عشر بوصة ونصف من خشب الصنوبر، عصا قوية، قوية جدا وقعت في اليد الخطأ، حسنا، لو كنت أعرف حينها ما ستجلبه هذه العصا على العالم....) 


هز السيد أوليفاندر رأسه، فلمح هاجريد مما جعل هاري يشعر ببعض الراحة أخيرا، قال السيد أوليفاندر مخاطبا هاجريد ( روبيوس، روبيوس هاجريد، من الجيد أن أراك ثانية، لقد كانت عصاك عصا لينة من خشب البلوط، بطول ستة عشر بوصة، أليس كذلك؟)

أجابه هاجريد ( نعم يا سيدي ، لقد كانت كذلك بالفعل)

عبس السيد أوليفاندر فجأة وقال ( لقد كانت عصا جيدة، ولكن أعتقد أنهم كسروها إلى نصفين عندما طردت من المدرسة؟)

أجاب هاجريد محركا قدميه ( اممم، نعم ، لقد فعلوا) ثم أضاف بانشراح ( لكني مازلت أحتفظ بالقطع المكسورة)

قال السيد أوليفاندر بحدة ( ولكنك لا تستخدمهم؟)

أجاب هاجريد مسرعا ( لا ، لا أستخدمهم يا سيدي)

لاحظ هاري أنه يطبق على مظلته الوردية بشدة بينما يتحدث.

نظر السيد أوليفاندر لهاجريد نظرة فاحصة وهو يهمهم ثم التفت إلى هاري قائلا ( حسنا، والآن يا سيد بوتر، لنرى) ثم سحب شريط قياس طويل ذو علامات فضية من جيبه وسأل هاري ( أيهما ذراع العصا؟)

أجابه هاري ( امم...، إنني استخدم يدي اليمنى)

( فلتفرد ذراعك، نعم، هكذا) ثم بدأ بقياس ذراع هاري، من الكتف وحتى الأصابع، ثم من المعصم إلى المرفق، ثم من الكتف إلى الأرض، ومن الركبة حتى الإبط، ثم قاس محيط رأسه. وبينما يقوم بقياساته كان السيد أوليفاندر يقول ( إن كل عصا من عصي أوليفاندر تحتوي على قلب مصنوع من مادة سحرية شديدة القوة يا سيد بوتر، قد يكون شعرة حصان وحيد القرن، أو ريشة من ذيل طائر العنقاء، أو خيطا من قلب تنين، لا تتطابق عصاتان من عصي أوليفاندر أبدا، كما لا يتطابق حصانا وحيد قرن أو طائرا عنقاء أو تنينان، لذلك فلن تحصل على نتائج جيدة إذا استخدمت عصا ساحر آخر)

أدرك هاري فجأة أن شريط القياس الذي كان يقيس الآن ما بين فتحتي أنفه، كان يفعل ذلك من تلقاء نفسه، بينما السيد أوليفاندر يدور حول الأرفف لينزل بعض الصناديق، ثم قال ( هذا يكفي) فتوقف الشريط عن القياس وتكوم على الأرض.

( هيا يا سيد بوتر، فلتجرب هذه العصا، خشب زان وخيط من قلب تنين، تسع بوصات، لطيفة ومرنة، فلتأخذها وتلوح بها قليلا)

أخذ هاري العصا ولوح بها قليلا وهو يشعر بالسخف، ولكن السيد أوليفاندر جذبها من يده في الحال.

( جرب هذه، خشب القيقب وريشة العنقاء، سبع بوصات، شديدة المرونة)، لم يكد هاري يرفعها حتى اختطفها منه السيد أوليفاندر بسرعة.

( لا ، لا، خذ هذه، إنها من خشب الأبنوس وشعر حصان وحيد القرن، لينة وطولها ثمان بوصات ونصف، هيا جربها)

جرب هاري الكثير من العصيان ، ولم يكن لديه أي فكرة عما يبحث عنه السيد أوليفاندر، كانت العصيان التي جربها ترقد في كومة كبيرة على المقعد، كان السيد أوليفاندر يزداد بهجة مع كل عصا يجذبها من على الرف

( يالك من عميل صعب، ولكن لا تقلق ، سنجد لك العصا المناسبة هنا في مكان ما. إنني أتساءل الآن، نعم، لما لا ، مزيج استثنائي،  خشب البلوط الأخضر وريشة العنقاء، احد عشر بوصة، أنيقة ومرنة)

أخذ هاري العصا فشعر بحرارة مفاجئة في أصابعه، ثم رفعها فوق رأسه وأنزلها بخفة في الهواء المغبر فأحدثت حفيفا وتدفق من طرفها سيل من شرارات حمراء وذهبية كالألعاب النارية، ينعكس كنقط ضوء راقصة على الجدران. 



هتف هاجريد مصفقا وصاح السيد أوليفاندر( اه ،أحسنت، نعم، بالفعل، ممتاز، حسنا، شيء رائع ، ولكنه مثير للفضول، مثير للفضول جدا)

أعاد عصا هاري إلى الصندوق، ثم غلفه بورق بني وهو يتمتم ( شيء غريب، شيء مثير للفضول)

قال هاري ( اعذرني ولكن ما الشيء الغريب المثير للفضول؟)

حدق السيد أوليفاندر بعينيه الفضيتين في هاري وقال ( إنني أتذكر كل عصا بعتها في حياتي يا سيد بوتر، كل عصا، لقد صدف أن طائر العنقاء الذي وضعنا ريشة ذيله في عصاك، أعطانا ريشة أخرى، ريشة واحدة فقط، إنه من الغريب حقا أن يكون مقدرا لك امتلاك هذه العصا بينما أختها قد سببت لك هذه الندبة)

ابتلع هاري ريقه



( نعم، لقد كان طولها ثلاثة عشر بوصات ونص، من خشب الصنوبر، كم من العجيب حدوث مثل تلك الأشياء ، فالعصا تختار الساحر ، أتذكر ذلك، أعتقد أننا يجب أن نتوقع منك أمورا عظيمة يا سيد بوتر، فبالرغم من كل شيء لقد قام ( الذي لا ينبغي ذكر اسمه) بأشياء عظيمة، مريعة صحيح، لكنها عظيمة)

ارتعد هاري، لم يكن متأكدا إن كان السيد أوليفاندر يروق له.

دفع هاري سبع جاليونات ذهبية ثمنا للعصا السحرية، وانحنى لهم السيد اوليفاندر محييا إياهم وهم يغادرون المتجر.

كانت الشمس على وشك الغروب عندما سلك هاجريد وهاري طريقهما عائدين من خلال حارة دياجون، ثم عبر الحائط إلى المرجل الراشح الذي كان فارغا الآن. لم يتحدث هاري خلال رحلة العودة على الإطلاق، حتى أنه لم يلاحظ كم الناس الذين كانوا يحدقون فيهم في محطة مترو الأنفاق، مع كل هذه الحزم غريبة الشكل والبومة الثلجية النائمة في قفص على أرجل هاري. صعدا سلما كهربائيا آخر إلى محطة بادنجتون. لم يدرك هاري أين هما إلا عندما ربت هاجريد على كتفه قائلا ( مازال هناك بعض الوقت لتناول الطعام قبل أن يغادر قطارك)

اشترى هاجريد شطائر البرجر،وجلسا على المقاعد البلاستيكية لتناولها، بينما يحدق هاري فيما حوله، فقد بدا كل شيء غريب بشكل ما .



سأله هاجريد ( هل أنت بخير يا هاري، لقد كنت هادئا جدا طوال الطريق)

لم يكن هاري متأكدا من انه يستطيع شرح ما يشعر به، لقد حظى بأفضل عيد ميلاد على الإطلاق، ولكن هاهو يمضغ شطيرته محاولا البحث عن كلمات تعبر عما بداخله. وأخيرا قال ( يعتقد الجميع أني مميز، كل هؤلاء الناس في المرجل الراشح، والأستاذ كويريل، والسيد أوليفاندر،.... ولكنني لا أعرف أي شيء عن السحر مطلقا. كيف ينتظرون مني القيام بأشياء عظيمة ؟ إنني مشهور ولكنني حتى لا أتذكر سبب شهرتي، إنني لا أتذكر ما حدث عندما حاول فولد.. آسف ،أقصد أنني لا أتذكر الليلة التي قتل فيها والدي)

انحنى هاجريد على الطاولة، ومن وراء اللحية المتشابكة والحاجبين السميكين، كان هناك ابتسامة شديدة اللطف والطيبة ( لا تقلق يا هاري، ستتعلم كل شيء بسرعة كافية، فالجميع يبدأ من الصفر في هوجورتس، ستكون بخير، فقط كن على طبيعتك، أعلم انه شيء صعب، خصوصا والجميع يراقبونك وينتظرون أن تكون مميزا ومتفوقا، ولكنك ستقضي وقتا ممتعا في هوجورتس، لقد استمتعت بوقتي في هوجورتس، في الواقع، لا أزال أستمتع بوقتي هناك)

ساعد هاجريد هاري في الصعود على متن القطار الذي سيقله لبيت عائلة درسلي، ثم سلمه ظرفا وقال له ( هذه تذكرتك لهوجورتس، سوف تستقل القطار من محطة كينجز كروس في الأول من سبتمبر، كل شيء مذكور على تذكرتك، لو صادفتك أي مشكلة مع عائلة درسلي ابعث لي خطابا مع بومتك، ستعرف كيف تجدني، أراك قريبا يا هاري)

انطلق القطار من المحطة، أراد هاري أن يتابع هاجريد حتى يغيب عن ناظريه، فاعتدل في مقعده ولصق وجهه في النافذة ولكن هاجريد كان قد اختفى في طرفة عين.




إرسال تعليق

0 تعليقات