اقرأ هاري بوتر بالمصري_هاري بوتر وحجر الفيلسوف- الفصل الأول( الولد اللي نجا من الموت)


الولد اللي نجا من الموت  

في البيت رقم 4 بشارع بريفت درايف بتعيش أسرة درسلي.



أسرة درسلي كانوا أسرة طبيعية عادية جدا، وفخورين جدا بكده، مابيحبوش أي شيء غريب، مابيعترفوش بأي شيء غريب، ما بيعرفوش أي حد غريب.

عشان كده ماكانش أي حد ممكن يتصور إن يحصل لهم أي شيء غريب.

السيد درسلي كان راجل ضخم ، سمين، رقبته كانت مختفية تماما بين أكتافه، وعنده شنب ضخم جدا، وبيشتغل مديرشركة حفارات.

السيدة درسلي بقى  كانت طويلة، و نحيفة، وعندها رقبة أد رقبة الإنسان العادي مرتين، وده كان بينفعها أوي لما تحب تبص على جيرانها من فوق سور الجنينة وتشوف بيعملوا ايه، وهي كانت بتعمل كده طول اليوم تقريبا.

أستاذ ومدام درسلي كان عندهم طفل واحد صغير اسمه دادلي، وطبعا كانوا شايفين إنه أحسن طفل في العالم.

العيلة دي كان عندها كل حاجة ممكن تحتاجها عشان تعيش حياة عادية هادية مستقرة، حاجة واحدة بس كانت بترعبهم، إن حد يعرف السر الخطير اللي مدام درسلي مخبياه، سر عيلة بوتر.

مدام درسلي كان عندها أخت، هي طبعا ماشفتهاش من سنين، دي حتى ساعات كانت بتقول للناس إنها بنت وحيدة مالهاش اخوات.

أختها مدام بوتر كانت غريبة وزوجها اللي مش نافع في حاجة كان غريب، كانوا على عكس عيلة درسلي تماما، إزاي تخاطر إن جيرانها يعرفوا إن لها علاقة بناس زي دول، دي تبقى مصيبة.

وأكتر حاجة كانت مخلياها ترفض إن يكون لها أي علاقة بهم ، إن أختها عندها ولد صغير أد دادلي، إزاي ممكن تقبل إن دادلي يقابله وويتعامل معاه، مش معقولة ، دي حاجة ما تقدرش تستحملها أبدا.


وفي يوم تلات غريب مغيم، ابتدت قصتنا اللي هتغير كل ده.

يوم التلات ده كان بادئ يوم عادي جدا زيه زي أي يوم عاي في حياة العيلة العادية، ماكانش في أي حاجة بتقول إن النهاردة هتحصل حاجات كتيرغريبة في كل مكان في البلد وحاجات أغرب هنا في الشارع اللي بتعيش فيه عيلة درسلي وفي قلب بيتهم كمان.

بدأ السيد درسلي يختار هيلبس ايه من هدومه العادية المملة اللي مافيهاش ذوق أبدا، وهو بيتكلم مع السيدة درسلي المبسوطة جدا بدادلي اللي كان كعادته مش بيبطل صراخ ورفس وهي بتحاول تقعده في كرسيه العالي.

كانوا مشغولين بأمورهم اليومية ، عشان كده ماحدش أخد باله من البومة الصفرا اللي عدت من جنب شباكهم بالنهار.

لما جات الساعة 8,5 أخد السيد درسلي شنطته وسلم على زوجته عشان يروح الشغل، قبل مايطلع حاول يبوس دادلي، لكن دادلي كان لسة برده بيصرخ وبيرمي أكله في كل مكان.

خرج السيد درسلي من البيت وهو بيقول بابتسامة، شقي أوي الولد الصغير ده.

ركب السيد درسلي عربيته وبدأ يتحرك، وعلى ناصية الشارع شاف أول شيء غريب من الأشياء الغريبة الكتيرة اللي هيشوفها النهاردة

شاف قطة بتقرا خريطة



اتخض السيد درسلي ولف وشه تاني بسرعة عشان يتأكد من اللي شافه

وشاف فعلا قطة رمادية واقفة على ناصية الشارع بس مابتقراش حاجة، قال لنفسه مش معقول أكيد أنا غلطان وعينيا خدعتني، بس لما بص للقطة لقاها هي كمان بتبصله، ولما لف بالعربية شافها في المراية واقفة جنب اليافطة اللي عليها اسم الشارع ، كانت بتقرا اليافطة



لا لا لا

مش معقول

القطط ما بتقراش خرايط ويُفط ايه اللي انا بقوله ده

هز راسه يمين وشمال وحاول يخرج القطة من دماغه ويركز في شغله

كان عنده صفقة مهمة جدا النهارة نفسه انها تتم

بس للأسف النهاردة مش يوم حظ السيد درسلي خالص، الحاجات الغريبة هتفضل تطارده طول اليوم

على أطراف المدينة، وقفت عربيته وسط زحمة المرور المعتادة، وساعتها شاف تاني حاجة غريبة النهاردة، ناس لابسة هدوم شكلها غريب وألوانه أغرب

ياااه أد ايه بيكره الناس اللي بتلبس هدوم شكلها غريب

في الأول فكر إنها موضة جديدة من موضات الشباب السخيفة ، بس بعد شوية أخد باله من مجموعة من الناس اللي لابسة الهدوم الغريبة وهما بيتكلموا مع بعض بحماس ، ولما بص لهم كويس اكتشف انهم مش شباب ولا حاجة دول ناس كبار، واللي خلاه يتغاظ أكتر إنه شاف واحد منهم يمكن أكبر منه في السن لابس روب أخضر زمردي، إزاي جات له الجرأة يعمل كده.

بعدين فكر انهم ممكن يكونوا فرقة من فرق السيرك بتعمل عرض عشان تجمع تبرعات، شوية والعربيات بدأت تتحرك وبدأ ينسى الناس الغريبة ويفكر تاني في صفقة الحفارات.

لما وصل للشركة طلع لمكتبه اللي كان في الدور التاسع، وكالعادة قعد وضهره للشباك عشان يركز في شغله، وعشان كده ماشافش أبدا مجموعات البوم اللي بتطير في السما طول النهار، لدرجة ان الناس قعدوا يبصوا لها ويشاوروا عليها ويستغربوا من وجودها في الوقت ده، البوم أصلا مابيطيرش غير بالليل ايه اللي خلاه يطير في عز النهار كده.



بس السيد درسلي اللي كان ضهره للشباك طول اليوم ماشافش البوم وكمل شغله عادي زي كل يوم، زعق لخمس موظفين واتكلم في التليفون وزعق في المكالمات برده، وكان مزاجه كويس جدا لحد ميعاد الغدا، ساعتها حس انه عايز يمشي رجليه شوية فقرر انه يروح للمخبز اللي جنب الشركة يشتري فطاير للغدا ويتمشى شوية.

كان نسي كل حاجة عن الناس اللي لابسة أرواب لحد ما شاف مجموعة تانية منهم ، ماكانش عارف ليه بس شكلهم بيزعجه دول حتى مافيش معاهم أي صناديق لجمع التبرعات ، امال بيعملوا ايه؟

وهو راجع للشركة بعد ما اشترى الفطاير من المخبز  سمعهم بيتكلموا( ايوه أنا سمعت الموضوع ده .... عيلة بوتر)

( فعلا ... هو ابنهم هاري)

وقف السيد درسلي مكانه وهو مرعوب وبص للناس الغريبة اللي بتتكلم وكان خلاص هيتكلم معاهم بس رجع في كلامه ومشي بسرعة لحد الشركة.

قال للسكرتيرة انه مش عايز حد يزعجه ودخل مكتبه وقفل الباب

مسك التليفون وبدأ يتصل على رقم البيت بعدين وقف ورجع سماعة التليفون مكانها وقعد يفكر : لا ( بوتر) اسم مشهور، ناس كتير اسمهم بوتر ومسميين ابنهم هاري، وبعدين هو مايعرفش أصلا اسم ابنهم ، ماهو ماشافوش قبل كده

ما يمكن اسمه هارولد ولا هارفي، الموضوع مش مستاهل انه يزعج مدام درسلي، وخصوصا انها بتزعل جدا لما حد بيجيب سيرة اختها، وبصراحة هي عندها حق، اللي عنده أخت زي دي المفروض ينسى انها موجودة خالص

بس بعد كل التفكيرده برده فضل قلقان وماقدرش يركز في شغله.

لما جات الساعة 5 خرج السيد درسلي من الشركة وهو لسة قلقان ومش مركز لدرجة انه وهو ماشي خبط راجل قصير وكان هيوقعه على الأرض، اعتذر له بسرعة قبل ماياخد باله ان الراجل ده لابس روب بنفسجي، الغريبة ان الراجل العجوز القصير ماكانش زعلان ولا غضبان ، بالعكس كان بيضحك ومبسوط جدا وهو بيقول للسيد درسلي ( ماتتأسفش ولا حاجة ، مافيش أي حاجة ممكن تزعلني النهاردة، انت كمان لازم تكون فرحان ، أخيرا اختفى (اللي مايتسمى)   ( اللي انت عارفه) حتى انتم يا ناس يا عادية يا عامة المفروض تحتفلوا باليوم السعيد ده. وقبل مايمشي حضن السيد درسلي من وسطه.



السيد درسلي اتجمد في مكانه من الخضة وبعد ما فاق جري بسرعة وركب عربيته، ماكانش عارف ايه اللي بيحصل ده، راجل غريب في لبس غريب بيحضنه وبيقوله يا عامي ياعادي، معقولة يكون ده كله تهيؤات؟ يا ريت

ولأول مرة السيد درسلي اللي مابيؤمنش بالتهيؤات يتمنى يكون بيتهيأ له.

أول ما وصل لبيته لقى القطة اللي شافها الصبح قاعدة على سور الجنينة، كان متأكد إنها نفس القطة، كان لها دواير غامقة حوالين عينيها، حاول يهشها بصوت عالي ،بصت له بصة ثابتة مش خايفة أبدا وماتحركتش من مكانها. استغرب السيد درسلي جدا ( هو في قطة بتعمل كده؟)، حاول يهدي أعصابه وهو بيدخل البيت، كان لسة مقرر انه مايقولش أي حاجة من اللي شافها وسمعها النهاردة لمراته اللي كان يومها كويس وعادي جدا.

على العشا قعدت تحكي له عن جارتها وخناقاتها مع بنتها، وعن الكلمة الجديدة اللي اتعلمها دادلي.

بعد دادلي ما نام حاول السيد درسلي انه يتصرف بشكل طبيعي على أد مايقدر، و قعد في  الصالة عشان يلحق يتفرج على آخر خبر في نشرة الأخبار:

(وأخيرا، مراقبي الطيور في كل مكان في البلد بيقولوا ان البوم بيتصرف النهاردة بطريقة غريبة. بالرغم من ان البوم بيصطاد بالليل بس وصعب ان حد يشوفهم بالنهار ، بس النهاردة ناس كتير جدا شافت البوم بيطير في كل حتة طول النهار. خبراء الطيور مش عارفين ايه اللي يخلي البوم يغير عاداته بالشكل المفاجيء ده)

كان المذيع بيبتسم وهو بيقول ( حاجة غريبة أوي) ودلوقتي هنروح للزميل جيم ماكجافين عشان يقولنا أخبار الجو ( ياترى يا جم هيكون في بوم تاني الليلة دي؟)

مذيع الطقس قال ( بصراحة يا جم أنا ماعرفش حاجة عن الموضوع ده، بس البوم مش هو بس اللي كان بيتصرف بطريقة غريبة النهاردة، مشاهدين كتير من أماكن مختلفة زي كنت ويوركشاير ودوندي، كلموني وقالوا لي ان بدل الأمطار اللي توقعناها امبارح ، كان في شهب كتير بتنور السما زي ماتكون احتفالات بالألعاب النارية، لكن برده لسة الدنيا هتشتي الليلة دي.

قعد السيد درسلي في كرسيه من غير حركة، شهب في كل مكان في بريطانيا؟ بوم بيطير بالنهار؟ ناس غامضة لابسة أرواب في كل مكان، بتتوشوش عن عيلة بوتر؟

دخلت مدام درسلي الصالة ومعها فنجانين شاي، للأسف مافيش فايدة، لازم يقول لها حاجة.(اتنحنح) ممم بقولك ايه يا بيتونيا ، ماكلمتيش أختك اليومين دول؟

اتخضت السيدة درسلي وبان عليها الغضب وقالت بحدة ( لأ، ليه؟)، كان متوقع ده، هما عادة مابيتكلموش عن أختها، هما مش معترفين أصلا بوجود أختها.

-أصل في حاجات  غريبة أوي في النشرة النهاردة، بوم بيطير بالنهار، وشهب مالية السما ، حتى أنا شفت ناس كتير شكلها غريب في كذا مكان

- أيوة يعني وبعدين

- يعني..... كنت بقول..... يمكن يكون ده له علاقة ب...... أختك وأصحابها.

مدام درسلي مارديتش عليه وفضلت تشرب الشاي بوش مكشر وشفايف مضمومة.

السيد درسلي كان محتار، يا ترى يقول لها انه سمع الناس بتتوشوش عن عيلة بوتر؟ بس ماجاتلوش الشجاعة

حاول يكون طبيعي وهو بيسألها( ابنها أد دادلي، مش كده؟)

- أفتكر كده

- هو اسمه ايه؟ هاورد؟

- هاري، اسم بايخ

- قلبه وقع في رجليه وقال( اه فعلا ، كلامك صح)

سكت السيد درسلي وماقالش ولا كلمة تانية عن الموضوع ده، وبعد شوية طلعوا عشان يناموا.

انتهز السيد درسلي فرصة ان زوجته دخلت الحمام وقام يبص من الشباك، لقى القطة لسة قاعدة على سور الجنينة وبتبص بتركيز على آخر الشارع كأنها مستنية حد.

معقولة يكون كل اللي حصل النهاردة تهيؤات؟

ولو مش تهيؤات، ممكن يكون له علاقة بعيلة بوتر؟

لو لهم علاقة بأي حاجة من اللي حصلت النهاردة، مش هيقدر يتحمل ده.

دخل السيد درسلي وزوجته عشان يناموا، السيدة درسلي نامت بسرعة بس السيد درسلي فضل يتقلب في السرير ويقلب كل اللي شافه وسمعه النهاردة في دماغه

بعد شوية خطرت له فكرة ، حتى لو عيلة بوتر لها علاقة باللي بيحصل ده، مافيش أي سبب يخليه هو أو بيتونيا يخافوا ، عيلة بوتر عمرهم ماهيجوا عندهم ولا يتصلوا بيهم لأنهم عارفين كويس أد ايه عيلة درسلي مش عايزين يكون لهم علاقة بهم أو بأي حد من نوعهم، أكيد مهما كان اللي حصل وبيحصل فهو وبيتونيا بعيد عنه تمام ومستحيل يتورطوا فيه أو يأثر عليهم بأي شكل من الأشكال. الفكرة دي ريحته جدا وخلته يستسلم للنوم، بس يا خسارة السيد درسلي كان غلطان جدا.

السيد درسلي نام، بس القطة اللي قاعدة على سور الجنينة كانت لسة صاحية ومافيش في عينيها أي نوم.

كانت ثابتة زي التمثال ومركزة على ناصية شارع بريفت درايف، مافيش أي حاجة لفتت انتباهها ولا خلتها تتحرك من مكانها ، لا باب العربية اللي اتقفل بقوة في الشارع اللي جنبها، ولا حتى البومتين اللي طاروا فوق دماغها.

القطة فضلت ثابتة في مكانها لحد نص الليل، لما ظهر راجل على الناصية اللي كانت بتراقبها القطة، ساعتها القطة حركت ذيلها وضيقت عينيها وبدأت تراقب الراجل اللي ظهر فجأة وكأنه طلع من تحت الأرض.

عمر شارع بريفت درايف ما شاف حد زي الراجل ده، كان طويل ونحيف وعجووووز جدا، تقدر تعرف ده من شعره ودقنه الفضيين الطوال جدا لدرجة انهم واصلين لوسطه.كان لابس روب بنفسجي طويل لحد الأرض وبوت بكعب وأبزيم، وكانت عينيه الزرقا بتلمع ورا نضارته اللي على شكل هلال، ومناخيره طويلة وعوجة كأنها اتكسرت مرتين على الأقل قبل كده، الراجل ده كان اسمه الباس دامبلدور.

الباس دامبلدور كان باين عليه انه مش واخد باله انه وصل لمكان مش طايق كل حاجة فيه، من أول اسمه لحد البوت بتاعه، كان مشغول بيدور على حاجة في جيوبه، لكنه حس ان في حد بيراقبه، رفع راسه فجأة وبص على القطة اللي كانت بتبص له من آخر الشارع، كان مبسوط لما شافها وابتسم وهو بيقول ( كان لازم أعرف اني هلاقيك هنا).

دامبلدور لقى اللي كان بيدور عليه في جيوبه، كان شكلها زي الولاعة الفضية، فتحها... ورفعها في الهوا.. واتك عليها مرة ، انطفى نور أقرب عامود له، اتك عليها كمان مرة وانطفي العمود اللي بعده، اتك عليها 12 مرة لحد ما انطفت كل عواميد النور اللي في الشارع، الدنيا بقت ضلمة خالص، ماكانش في أي حاجة منورة في الشارع غيرعينين القطة اللي كانوا عاملين زي نقطتين صغيرين بيبرقوا من بعيد. لو أي حد بص من شباك بيته في الوقت ده، ماكانش هيقدر يشوف أي حاجة من اللي بتحصل، ولا حتى مدام درسلي ام عينين صغيرة ومدورة.



دامبلدور رجع الولاعة اللي بتطفي النور في جيبه تاني ومشي لحد البيت رقم 4 وقعد بالراحة جنب القطة من غير مايبص لها. بعد شوية قال لها( كويس اني أشوفك هنا يا أستاذة ماكونجال)

ابتسم وهو بيتحرك عشان يكلم القطة، لكنها ماكانتش موجودة، كان في بدلها ست لابسة نضارة مربعة شكلها بالضبط زي العلامات اللي كانت حوالين عينين القطة كانت هي كمان لابسة روب زيه، روب لونه زمردي، وعامله شعرها كحكة، كانت ملامحها حادة وشكلها زعلانة وقلقانة جدا.

سألته( ازاي عرفتني؟)

-أنا عمري ماشفت قطة قاعدة ثابتة كده يا أستاذة)

- لو قعدت زي طول اليوم على سور الجنينة الحجري أكيد هتتجمد

- طول اليوم؟؟؟!! امال احتفلتي امتى؟ ده أنا عديت على يجي دستة احتفالات وأنا جاي في الطريق.

- اه طبعا، بيحتفلوا، اما ايه..... مش شايف ان المفروض ناخد بالنا أكتر من كده شوية،....بس ازاي ناخد بالنا...... ده حتي العامة لاحظوا ان في حاجة بتحصل وقالوا ده في نشرة الأخبار.... أنا سمعتهم ( بوم  وشهب) أصلهم مش أغبية للدرجة دي، أكيد كانوا هيلاحظوا.....شهب بتنور السما في كينت؟؟؟ أراهن ان ده كان ديدالوس ديجلي، طول عمره ماعندوش عقل.

-صعب نلومهم يا عزيزتي، دي أول حاجة تفرحنا من 11 سنة

- أنا عارفة، بس ده مش سبب اننا نفقد عقولنا للدرجة دي، دول متجمعين في الشوارع... بالنهار.....قدام العامة.. ومالبسوش زيهم حتى.... ماشيين في وسطهم بيتوشوشوا وبيحكوا عن اللي حصل.

بصت الأستاذة ماكونجال ناحية الأستاذ دامبلدور، كانت بتتمنى انه يقول لها أي خبر عن اللي حصل لكنه ماقالش،

- هتكون حاجة كويسة خالص لو العامة اكتشفوا وجودنا في نفس اليوم اللي اختفى فيه( انت عارف مين)( اللي مايتسمى)...... هو اختفى فعلا يادامبلدور؟

-الظاهر كده... وعشان كده عندنا حاجات كتير تستحق الاحتفال.... تاخدي بنبوني ليمون؟



- ايه؟

- بنبوني ليمون، ده نوع من حلويات العامة اللي بحبها

- لا شكرا.     قالتها ببرود ... أصل ده مش وقت بنبوني يعني

كملت الأستاذة ماكونجال( زي ماكنت بقول من شوية، لو فعلا اللي انت عارفه اختفى....

- أستاذة ماكونجال، بالتأكيد شخص متعقل زيك ممكن يقول اسمه، حكاية (انت عارف مين ) دي ..... أنا بقالي 11 سنة بحاول أقنع الناس يقولوا اسمه الحقيقي(فولدمورت)

اترعشت الأستاذة ماكونجال لما نطق الإسم، لكن دامبلدور، اللي كان لسة بياكل بنبوني الليمون، ما أخدش باله

- الوضع بيكون مزعج جدا لما نفضل نقول ( انت عارف مين)، انا مش لاقي أي سبب يخلينا نخاف من نطق اسم فولدمورت

-قالت الأستاذة ماكونجال بإعجاب( عارفة، بس انت مختلف، كلنا عارفين انك الوحيد اللي ( انت عارف ) ...  ماشي خلاص ، عارفين انك الوحيد اللي كان بيخاف منه فولدمورت.

قال دامبلدور بهدوء ( انت بتجامليني ياعزيزتي، فولدمورت كان عنده قوى عمرها ما كانت عندي)

- ده بس لأنك أنبل من إنك تستخدم قوى من النوع ده.

- من حسن الحظ ان الدنيا ضلمة، وشي ماحمرش كده من يوم مدام بومفري ماقالت لي ان غطاء أذني الجديد عاجبها ( طاقيتي الجديدة عجباها)

بصت له ماكونجال بحدة وقالت( مش بس البوم هو اللي كان بيطير النهاردة، الإشاعات كمان كانت بتتنقل في كل مكان، عارف بيقولوا ايه؟.....عن سبب اختفاؤه.... عن الشيء اللي وقفه أخيرا؟

أخيرا وصلت الأستاذة ماكونجال للنقطة اللي كانت عايزة تتكلم معاه عنها

الحاجة اللي خلتها تستنى طول اليوم على سور الجنينة القاسي البارد

ركزت نظرها على دامبلدور بطريقة ماعملتهاش قبل كده لا وهي ست ولا وهي قطة، كانت عايزة تسمع الحقيقة منه،.... هو الوحيد اللي ممكن تصدقه

بس دامبلدور كان لسة مشغول بالبنبوني وماردش عليها

اضطرت هي تكمل اللي سمعته ( بيقولوا ان في آخر ليلة له، ظهر فولدمورت في جودريكس هولو،... كان بيدور على عيلة بوتر،..... الإشاعات بتقول إن ليلي و جيمس ...ممممم..... بيقولوا انهم ماتوا

هز دامبلدور راسه

شهقت الأستاذة ماكونجال ( ليلي وجيمس ، .....مش قادرة أصدق ... لأ... لأ ....مش عايزة أصدق..... أه يا ألباس)

طبطب دامبلدور على كتفها وهو بيقول بحزن( عارف)

ارتعش صوت ماكونجال وهي بتقول ( مش ده كل اللي بيقولوه، بيقولوا كمان انه حاول يقتل ابنهم هاري،....بس ماقدرش،....ماقدرش يقتل الطفل الصغير ده....ماحدش عارف ليه ولا ازاي، كل اللي عارفينه انه ماقدرش يقتل هاري بوتر، قوة فولدمورت اتحطمت لما حاول يقتله واختفي )

هز دامبلدور راسه تاني بحزن

- يعني ده فعلا حقيقي؟؟؟.... بعد كل اللي عمله؟؟؟.... بعد كل الناس اللي قتلهم.. ماقدرش يقتل طفل صغير؟؟؟!!! شيء مدهش فعلا ... بعد كل اللي عملناها، يكون ده الشيء اللي يوقفه؟؟؟؟!!! بس ازاي هاري نجا من الموت؟؟

- كل اللي نقدر نعمله اننا نخمن السبب،... عمرنا ماهنعرف ايه اللي حصل بالضبط ليلتها.

سحبت الأستاذة ماكونجال منديل دانتيل ومسحت عينيها من تحت النضارة

أما دامبلدور فخد نفس عميق وهو بيخرج ساعة ذهبية من جيبه، الساعة كانت غريبة جدا، لها 12 ايد بس مافيش فيها أي أرقام ، بدل منهم كان في كواكب صغيرة بتدور حوالين حافتها، أكيد دامبلدور كان فاهم الساعة دي بتقول ايه، لأنه رجعها لجيبه تاني وهو بيقول ( هاجريد اتأخر، بالمناسبة هو اللي قالك إني هكون هنا؟)

- ايوة، بس أنا مش عارفة انت هنا بالذات ليه؟

- أنا هنا عشان أسلم هاري لخالته وزوجها، هما العيلة الوحيدة الباقية له دلوقتي)

- إنت ماتقصدش... إنت مش ممكن تكون بتقصد العيلة اللي عايشة هنا. صرخت ماكونجال وهي بتقف بسرعة وبتشاور على البيت رقم 4.

- دامبلدور.... اوعى تعمل كده... أنا متبعاهم طول اليوم.. مافيش حد في الدنيا مختلف عننا أد الاتنين دول.. حتى ابنهم ... أنا شفته وهو بيصرخ وبيرفس في مامته طول الطريق عشان تديله حلويات.... معقولة هاري بوتر يجي يعيش هنا.. مع الناس دي؟؟؟!!

رد دامبلدور بحزم ( ده أحسن مكان بالنسبة له، خالته وزوجها هيشرحوله كل حاجة لما يكبر، أنا كتبت لهم جواب)

- قعدت ماكونجال تاني على السور وهي بتقول بضعف ( جواب؟.. بجد شايف انك ممكن تشرح كل اللي حصل في جواب؟... الناس دي عمرها ماتفهم الولد، هاري هيكون مشهور... أسطورة... مش بعيد في المستقبل يسموا اليوم ده يوم هاري بوتر... هيكتبوا عنه كتب..... مافيش طفل في عالمنا مش هيعرف اسمه)

- ( بالضبط) قالها دامبلدور بجدية شديدة ( الحاجات دي كلها ممكن تزغلل عينين أي طفل،...... مشهور حتى من قبل ما يقدر يمشي أو يتكلم،.... مشهور بسبب حاجة عمره أصلا ماهيفتكرها.... مش شايفة إنه أفضل يكون بعيد عن كل ده لحد مايكبر ويبقى جاهز للتعامل معاه؟)

ماكونجال كانت هتقول حاجة ، لكنها رجعت في كلامها وبلعت ريقها، بعدين قالت ( فعلا كلامك مضبوط..... بس ازاي الولد هيجي هنا؟) وبصت للروب بتاعه فجأة وكانه ممكن يكون مخبي هاري تحته

 - هاجريد هيجيبه

-انت شايف من الحكمة انك تكلف هاجريد بمهمة بالخطورة دي؟

- رد دامبلدور( أنا ممكن أئتمن هاجريد على حياتي)

- قالت ماكونجال بغيظ ( أنا مابقولش انه غير مؤتمن ، بس انت ماتقدرش تنكر انه مهمل شوية وبيميل ل .......

- ايه ده؟

سمعوا صوت كركبة جاي من بعيد بيزيد شوية بشوية ، بصوا لأول الشارع  بيدورا على مصدر الصوت بس ماشافوش أي عربيات منورة

زاد صوت الكركبة واتحول لصوت عالي زي الرعد وظهر نور في السما قرب منهم واحد واحدة لحد ما شافوا دراجة بخارية طايرة بتنزل عشان تقف في الشارع قدامهم.



كانت الدراجة البخارية دي ضخمة، لكن الراجل اللي راكبها كان أضخم بكتير، كان طوله ضعف اي راجل عادي وعرضه أد 5 ، كان ضخم بشكل مش معقول، وعنده شعر أسود طويل تقيل ومنفوش ودقن مخبية معظم وشه، كانت ايديه في حجم غطا صندوق كبير، ورجليه في البوت الجلد كانوا بيشبهوا الدلافين الصغيرة، وبين درعاته الضخمة كان ماسك لفة.

لما شافه دامبلدور قال بارتياح ( أخيرا يا هاجريد.... انت جبت الدراجة البخارية دي منين؟)

نزل العملاق بالراحة من على الدراجة وهو بيقول (استلفتها يا أستاذ دامبلدور ، سلفها لي سيريوس بلاك.....أنا جبته معايا)

- قابلتك أي مشاكل هناك؟

- لأ، البيت كان تقريبا محطم لما وصلت، لكني قدرت أخرجه منه قبل ما العامة يوصلوا، .... بعدين نام واحنا طايرين فوق بريستول

دامبلدور وماكونجال بصوا على اللفة اللي كان جواها ولد صغير باين بالعافية من وسط الملايات، كان نايم ....وتحت شعره الأسود الغامق كان على جبهته علامة شكلها غريب.... علامة تشبه البرق.

- همست ماكونجال (هو ده مكان ما.....)

-قال دامبلدور ( أيوة ... العلامة دي هتفضل معاه للأبد)

- دامبلدور، ماتقدرش تشيلها بأي طريقة؟

- حتى لو أقدر، مش هشيلها، ساعات النوع ده من العلامات بيكون مفيد، حتى أنا عندي علامة فوق ركبتي الشمال شكل خريطة مترو أنفاق لندن بالضبط.

- ياللا هاته ياهاجريد، من الأحسن اننا ننتهي من الموضوع ده.

أخد دامبلدور هاري وراح ناحية  بيت عيلة درسلي

- ممكن ...... ممكن أسلم عليه يا أستاذ؟ قالها هاجريد وهو بيحني راسه الضخمة المنفوشة وبيبوس هاري، ماقدرش هاجريد يمسك نفسه ، كان بيبكي بصوت زي صوت كلب مجروح



حاولت الأستاذة ماكونجال تسكته وهي بتقول( ششششش، هتصحي العامة)

طلع هاجريد منديل كبير منقط غطا وشه بيه وقال من وسط دموعه (آ.. آآسف .... مششش مش قادر اتحمل اللي حصل ... ليلي وجيمس ماتوا، وهاري المسكين هيعيش مع العامة)

همست ماكونجال وهي بتطبطب على دراع هاجريد ( أيوة، فعلا ، لكن حاول تتماسك ياهاجريد وإلا العامة هيشوفونا)

مشي دامبلدور ناحية الباب الأمامي لبيت عيلة درسلي ....نيم هاري بالراحة على العتبة وطلع جواب من جيبه حطه جوة اللفة وبعدين رجع لهاجريد وماكونجال.

لدقيقة كاملة وقف التلاتة يبصوا على اللفة الصغيرة ، أكتاف هاجريد كانت بتتهز، عيون الأستاذة ماكونجال كانت بترمش بغضب، حتى البريق اللي كان دايما في عيون دامبلدور اختفى.

أخيرا قال دامبلدور( خلاص ، مافيش لازمة نستنى هنا أكتر من كده، ياللا احنا كمان ننضم للاحتفالات)

قال هاجريد بصوت مكتوم ( اه... أنا هروح أرجع دراجة سيريوس، تصبحي على خير أستاذة ماكونجال، تصبح على خير أستاذ دامبلدور)

مسح هاجريد دموعه في كم الجاكيت وركب الدراجة البخارية وشغل الموتور، وبصوتها العالي .. بدأت الدراجة تطير في الهوا لحد ما اختفت في الضلمة.

(أشوفك بعدين أستاذة ماكونجال) قالها دامبلدور وهو بيشاور لها وبيمشي للناحية التانية من الشارع

وقف على الناصية وطلع ولاعته الفضية تاني من جيبه ، اتك عليها مرة ، طارت 12 كورة من الضوء ورجعوا تاني لعواميد النور ، اللي نوروا شارع بريفت درايف بنور ساطع خلاها يشوف قطة ماشية ناحية الناصية التانية للشارع،.... وخلاه يشوف كمان اللفة على عتبة باب البيت رقم 4

- حظ سعيد يا هاري.... قالها وهو بيلف.... وفي لحظة كان اختفى

هبت نسمة هوا على شارع بريفت درايف النايم في هدوء تحت السما الضلمة، آخر مكان ممكن تتصور ان يحصل فيه حاجة غريبة.

اتقلب هاري بوتر جوة اللفة بتاعته من غير ما يصحى وايده الصغيرة ماسكة الجواب اللي سابه معاه دامبلدور، كان نايم ومش عارف انه مشهور، ماكانش يعرف كمان انه هيصحى بعد كام ساعة على صراخ خالته لما تفتح الباب عشان تطلع أزايز اللبن ، ولا إنه هيقضى الأسابيع الجاية مع ابن خالته دادلي اللي مش هيبطل خبط وقرص فيه.

ماكانش عارف ان في اللحظة دي الناس بتتقابل في السر في كل مكان عشان تحتفل بهاري بوتر .... الولد اللي نجا من الموت



إرسال تعليق

0 تعليقات