اقرأ هاري بوتر وحجر الفيلسوف (بالفصحى) 4-حامل المفاتيح

 هاري بوتر وحجر الفيلسوف- الفصل الرابع- حامل المفاتيح

               بووووم

ارتفع صوت الطرق على الباب مجددا.

 استيقظ دادلي فزعا قائلا بلا وعي، ( أين المدفع؟؟)

ومع صوت الاصطدام، اندفع العم فرنون مهرولا إلى الغرفة ممسكا ببندقية، لقد أدركوا الان فقط مالذي كان بداخل الحقيبة الورقية الرفيعة التي أحضرها معه

                         

صرخ العم فرنون( من بالخارج؟ انني أحذرك، إنني مسلح)

توقف الطرق على الباب للحظات، ثم ......طرااخ

ضرب الباب بقوة شديدة اقتلعته من مكانه تماما فارتطم بالأرض محدثا ضجة تصم الآذان، وظهر مكانه عملاق يسد فُتحة الباب تماما.

كان وجه العملاق يكاد يختفي خلف شعره الطويل الأشعث ولحيته الكثيفة . كانت عيناه هما الشيئين الوحيدين اللذين يمكنك تمييزهما ، فقد كانتا تومضان كخنفساء سوداء صغيرة في وسط غابة متشابكة من الشعر.

دخل العملاق إلى الكوخ بصعوبة ، واضطر إلى أن يحني رأسه قليلا حتى لا ترتطم بسقف الكوخ، ومع ذلك كان شعره الأشعث يفرش السقف مع كل حركة.


انحنى العملاق ورفع الباب الملقى على الأرض وأعاده إلى مكانه بمنتهى السهولة، فهدأ صوت العاصفة قليلا، ثم التفت إليهم قائلا ( ألا يمكنكم أن تصنعوا لنا كوبا من الشاي؟ فالرحلة إلى هنا لم تكن سهلة على الإطلاق)

اتجه الغريب إلى الأريكة التي كان يجلس عليها دادلي متجمدا من الخوف، ثم قال له ( تزحزح  قليلا أيها الضخم)

صرخ دادلي وانطلق ليختبيء خلف أمه التي كانت مختبئة بدورها خلف العم فرنون

نظر العملاق إلى هاري قائلا ( آآآه ها انت ذا يا هاري)

رفع هاري نظره لوجه العملاق المخيف الغامض ولكنه رأى عينيه السوداويين تبتسمان وهو يقول (عندما رأيتك آخرة مرة ، كنت مجرد رضيع صغير ، إنك تبدو تماما مثل والدك، ولكن لك عيني أمك)

جاء صوت العم فرنون خشنا بطريقة مضحكة وهو يقول ( انني أطالبك بالرحيل حالا يا سيدي، لقد حطمت الباب ودخلت إلى المنزل عنوة)

أجابه العملاق ( اصمت أيها المتحذلق) ثم التفت إليه ومد يده وراء الأريكة وجذب البندقية من بين يديه وعقد طرفها بمنتهى السهولة و كأنها مصنوعة من المطاط ثم ألقاها بعيدا في ركن الغرفة، فصدر عن العم فرنون صوت غريب وكأنه فأر صغير داس أحدهم عليه.

التفت العملاق معطيا ظهره لعائلة درسلي ثم قال لهاري ( على أية حال، عيد ميلاد سعيد جدا يا هاري، لقد أحضرت لك شيئا، ربما أكون قد جلست عليه  قليلا أثناء رحلتي إلى هنا، ولكن لا تخف  فطعمه سيكون جيدا)

أخرج العملاق صندوقا ورقيا من جيب داخلي في معطفه الأسود، وأعطاه لهاري الذي فتحه بأصابع مرتعشة، وبداخل الصندوق كان هناك كعكة شيكولاتة كبيرة مكتوب عليها باللون الخضر ( عيد ميلاد سعيد يا هاري) 



نظر هاري إلى العملاق ، أراد أن يشكره ولكن بدلا من ذلك خرجت الكلمات من فهمه لتقول ( من انت؟)

ضحك العملاق قائلا ( صحيح ، فأنا لم أقدم نفسي، روبيوس هاجريد، حامل مفاتيح وحارس أراضي هوجورتس) ومد يدا عملاقة صافح بها زراع هاري كله، ثم قال وهو يفرك كفيه معا ( إذا ، ماذا عن بعض الشاي؟ بالطبع لن أمانع لو كان لديكم شيء أقوى)

وقعت عيناه على المدفأة الفارغة إلا من أكياس المقرمشات المحترقة، فزمجر ثم انحنى قليلا على المدفأة، لم يكن باستطاعتهم رؤية ما يفعله، ولكن عندما اعتدل بعد ثانية ، كانت النيران المشتعلة في المدفأة تضيء الكوخ وشعر هاري بالدفء يغمره، كما لو كان قد انزلق للتو في حوض مليء بالماء الساخن.

عاد العملاق للجلوس على الأريكة التي ارتخت لثقله، وبدأ بإخراج الكثير من الأشياء من جيوب معطفه، أخرج غلاية نحاسية وكيسا من السجق، ومقلاة وابريق شاي وبعض الأكواب وزجاجة بها سائل كهرماني ( أصفر) اللون أخذ منه رشفة قبل أن يشرع في إعداد الشاي.  بعد قليل بدأ صوت طهي السجق ورائحته يملآن الكوخ، كان الصمت يسود الكوخ أثناء انشغال العملاق بتحضير الطعام، ولكن عندما اخرج أول ستة قطع من السجق الشهي من المقلاة تلوى دادلي قليلا، ولكن العم فرنون قال بحدة (لا تلمس أي شيء يعطيه لك يا دادلي)



 ضحك العملاق ضحكة ساخرة وهو يقول ( لا تقلق درسلي ، فابنك السمين لا يحتاج أن يزداد سمنة أكثر من ذلك) وأعطى السجق لهاري الذي كان شديد الجوع لدرجة أنه شعر أنه لم يأكل في حياته أشهى من هذا الطعام، وبالرغم من ذلك لم يستطع هاري ان يخفض عينيه عن العملاق، وأخيرا ، عندما بدا أنه لا احد سوف يخبره بما يحدث، قال ( اسف، ولكنني للآن لا أعلم حقا من تكون)

ارتشف العملاق رشفة من الشاي ومسح فمه بظهر يده ثم قال ( نادني هاجريد مثلما يفعل الجميع، وكما أخبرتك من قبل فأنا حامل مفاتيح هوجورتس، بالطبع أنت تعرف كل شيء عن هوجورتس)

أجاب هاري ( اممم لا)

شعر هاجريد بالصدمة فقال هاري بسرعة ( انا آسف)

صرخ هاجريد وهو يلتفت محدقا في عائلة درسلي الذين تواروا بعيدا في الظل ( اسف، انهم من يجب عليهم الشعور بالأسف، لقد كنت اعلم أنهم يمنعونك من استلام خطابك، ولكنني لم أتصور أبدا أنك لا تعلم حتى ماهي هوجورتس، انه أمر غير معقول، ألم تتساءل أبدا أين تعلم والديك كل شيء؟)

تساءل هاري ( ما هذا الذي تعلموه؟)

صاح هاجريد بصوت كالرعد ( ما الذي تعلموه؟ انتظر للحظة) قفز هاجريد واقفا، وقد بدا في غضبه وكأنه يملأ فراغ الكوخ بالكامل، حتى أن عائلة درسلي التصقوا بالحائط وهم يرتعدون من الخوف، بينما هاجريد يصرخ فيهم ( هل تريدون إخباري بأن هذا الولد، هذا الولد، لا يعلم أي شيء عنننن عننن أي شيء؟!)

كان هاري يعتقد أنه قد تمادى قليلا، فهاري قد ارتاد المدرسة بالفعل، ولم تكن درجاته بهذا السوء أيضا، لذلك قال (إنني أعرف بعض الأشياء، أتعرف،  كالحساب وما شابهه)، ولكن هاجريد لوح بيده وقال ببساطة ( أشياء عن عالمنا، اقصد عالمك، عالمي، عالم والديك)

أي عالم؟ّ!!!

بدا هاجريد وكأنه على وشك الانفجار، ثم صرخ بقوة ( درسلي!)

همس العم فرنون الذي أصبح لونه شديد الشحوب ببعض الكلمات التي لم يستطع أحدهم تمييزها

حملق هاجريد في هاري بغضب ثم قال ( ولكن من المؤكد انك تعرف كل شيء عن أمك وأبيك، تعرف أنهم مشهورون، وأنك كذلك من المشاهير)

ماذا؟ أمي .... أمي وأبي لما يكونا مشهورين، أليس كذلك؟

( ألا تعرف ، ألا تعرف)

حدق هاجريد هاري بذهول وهو يمرر أصابعه خلال شعره  

ثم قال أخيرا ( ألا تعرف ماذا تكون؟)

استعاد العم فرنون صوته فجأة وقال لهاجريد بلهجة آمرة (توقف، توقف حالا يا سيدي، انني أمنعك من أن تخبر الولد بأي شيء)

إن رجلا أكثر شجاعة من فرنون درسلي كان ليرتجف رعبا تحت نظرات هاجريد الحانقة.

عندما تكلم هاجريد، كانت كلماته تخرج مرتعشة من شدة الغضب ( ألم تخبره أبدا؟ لم تخبره بما كان في الرسالة التي تركها له دامبلدور؟ هل أخفيتها عنه كل هذه السنوات؟)

سأل هاري بلهفة ( ما الذي أخفاه عني؟)

صاح العم فرنون بهلع ( توقف ، انني أمنعك)، اما الخالة بتونيا فقد شهقت في رعب.

ولكن هاجريد قال ( فلتذهبا إلى الجحيم، هاري .. أنت ساحر)


إرسال تعليق

0 تعليقات